نفى أحد الرموز البارزة في تيار اليمين المحافظ في ايران النائب محمد باهنر، وجود صفقة سياسية بين المحافظين وأنصار الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، وقلل من أهمية ابعاد تأييد أنصار الرئيس السابق مرشحين محافظين بارزين في انتخابات "مجلس خبراء القيادة" المقررة الجمعة المقبل. وعزا ذلك الى أن حزب "كوادر بناء ايران" أنصار رفسنجاني يفتقد قاعدة تأييد دينية وليس بين اعضائه رجال دين. لكن باهنر تجنب الخطاب المألوف لدى المحافظين حول أنصار الرئيس السابق ولم يوجه اليهم أي انتقاد. معروف ان "مجلس أمناء الدستور" وهو أعلى هيئة قانونية تتمتع بصلاحية منح المرشحين لانتخابات خبراء القيادة "أهلية" المشاركة، سمح ل 167 رجل دين بخوض المنافسة، وذلك من أصل 394 قدموا طلبات ترشيح، ومعظم الذين سيشاركون ينتمون الى اليمين المحافظ أو يوالونه. وباستثناء رفسنجاني الذي يعد رمز حزب "الكوادر" ومرشده، لا يعتبر أي من المرشحين من تيار أنصار رفسنجاني أو من مؤيديه. لذلك فإن اللافت ان "الكوادر" ينظمون حملة انتخابية نشطة وأعلنوا لائحة باسم المرشحين الذين سيؤيدونهم في الانتخابات، بينهم رموز كبيرة في التيار المحافظ. وحرص الأمين العام للحزب غلامحسين كرباستشي أخيراً على تأكيد وجود تباينات في التوجهات الاقتصادية والثقافية بين "الكوادر" وبين تيار اليسار الاسلامي الراديكالي المؤيد بقوة للرئيس محمد خاتمي. وسئل النائب المحافظ البارز محمد باهنر في مؤتمر صحافي عقده أمس هل حصل اتفاق بين المحافظين وأنصار رفسنجاني يرقى الى صفقة سياسية، خصوصاً انه يتردد ان كرباستشي قد يحظى بتخفيف للحكم القضائي الذي ينتظره أمام محكمة الاستئناف قضية الفساد في بلدية طهران، فنفى أي صفقة مع "الكوادر". الى ذلك، انضم المحافظون الى الأوساط التي تستبعد مشاركة شعبية واسعة جداً في انتخابات مجلس الخبراء، وعزا باهنر ذلك الى أن "الشعب يؤيد" المرشد آية الله علي خامنئي و"لا يرى أنه في حاجة للتفكير في هذه القضية، لذلك يتساءل الناخبون ما جدوى ان ننتخب خبراء مهمتهم الأساسية ان ينتخبوا قائداً". وأكد أن نسبة المشاركة الشعبية في انتخابات المجلس كانت دائماً منخفضة مقارنة بالانتخابات الرئاسية أو البرلمانية. وشدد النائب المحافظ على ان "مهمة خبراء القيادة ليست التدخل في شؤون القائد وقراراته تحت عنوان المراقبة، بل ان صلاحية المراقبة التي يمنحها الدستور لمجلس الخبراء تقتصر على التأكد من الشروط الكفيلة باستمرار القائد".