المنامة، عمّان، القاهرة، دمشق، مسقط، دبي - "الحياة"، ا ف ب، رويترز - اختلفت ردود الفعل العربية على اتفاق "واي بلانتيشن". إذ في حين وصفه بعض الدول بأنه "ايجابي"، رأت دول أخرى انه يُشكّل "تصفية" لحقوق الفلسطينيين. ففي المنامة، اعرب رئيس دولة البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ورئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة عن أملهما في ان يكون الاتفاق خطوة في طريق اقرار السلام الدائم والعادل في المنطقة لتحقيق الأمن والاستقرار. ونوّه أمير البحرين ورئيس الوزراء ب "الجهود المخلصة" التي بذلها الرئيس بيل كلينتون للتوصل الى هذا الاتفاق "بما يدفع خطوات السلام الى أمام". وأشادا بدور العاهل الاردني الملك حسين و"جهوده الموفقة في المساعدة في التوصل الى الاتفاق"، وتمنيا له "الشفاء العاجل لمواصلة دوره في خدمة قضايا امته العربية والاسلامية". وفي عمان، رحب رئيس الوزراء الاردني السيد فايز الطراونة بالاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي. واعرب عن الامل في ان ينفذ "بنية طيبة" وان يفضي الى تحريك المسارين السوري واللبناني المتعثرين منذ شباط فبراير 1996. وأعرب الطراونة في تصريح اوردته وكالة الانباء الرسمية "بترا" أمس، عن "الامل في ان يؤدي هذا الاتفاق الى انطلاقة عملية السلام على المسارين السوري واللبناني بما يمكن من حصول الاشقاء السوريين واللبنانيين على حقوقهم وصولا الى السلام الشامل الذي نسعى اليه جميعنا". وفي القاهرة، أشاد وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى بالاتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال في تصريحات نقلتها "وكالة انباء الشرق الاوسط" المصرية أمس ان الاتفاق "خطوة على الطريق الصحيح نحو استعادة الاراضي الفلسطينية في اطار المرحلة الانتقالية والتحرك نحو التفاوض حول المسائل الاساسية وعلى رأسها القدس واللاجئون وتقرير الفلسطينيين لمصيرهم بانفسهم وغيرها من القضايا الرئيسية". وقال موسى ان "التقدم الحقيقي على الارض مرتبط بامانة التنفيذ وعودة الارض الى السيطرة الفلسطينية". وقال ان "الطريق لا يزال طويلا لقيام سلام شامل وعادل ما يستلزم انسحاب اسرائيل من الجولان السوري الى حدود 4 حزيران يونيو 1967، ومن الجنوب اللبناني وقيام دولة فلسطينية وتحقيق الامن لجميع الاطراف". وفي دمشق، انتقدت وسائل الاعلام الرسمية اتفاق "واي بلانتيشين"، واعتبرته خروجاً عن صيغة مدريد للسلام. وكتبت صحيفة "الثورة" ان الاتفاق يعني ان"تتفرغ السلطة المحدودة وشرطتها وكل مؤسساتها الأمنية وغير الأمنية لمطاردة الشعب الفلسطيني واعتقاله والتنكيل به كي تضمن أمن الاسرائيليين في تلك المناطق. وهذا يعني في التطبيق أن تعتقل السلطة كل فلسطين من أجل أن تحمي أمن إسرائيل. ومطلوب من السلطة الفلسطينية أن تؤدي هذا الدور اللاوطني". وتعارض دمشق اتفاقات اوسلو منذ توقيعها العام 1993 وتعتبرها خروجاً عن التنسيق بين الاطراف العربية. وتساءل رئيس تحرير "الثورة" عميد خولي :"هل يمكن أن يسمى هذا الاتفاق اتفاق سلام، أم أنه تسوية أو تصفية؟". أما "تشرين" الحكومية فتساءلت :"هل يعتبر تشغيل المطار مكسباً مادامت إسرائيل ستشرف عليه في شكل مباشر أمنياً؟". وفي مسقط، قال ناطق باسم وزارة الخارجية العمانية ان بلاده ترحب بالاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي. وأضاف ان عُمان تابعت "باهتمام كبير" المفاوضات في واي بلانتيشن. ووصف ما تم التوصل اليه بانه "خطوة الى الأمام على طريق تحقيق السلام وآمال وتطلعات الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني". ووصف الأمين العام المساعد للشؤون العربية السفير أحمد بن حلي الاتفاق بأنه "خطوة متواضعة" تعكس إرادة أميركية لتفعيل عملية السلام شرط احترام اسرائيل تنفيذ الاتفاقات.