دمشق، غزة، واشنطن، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - تعالت اصوات فلسطينىة وعربية امس تدعو السلطة الفلسطينية الى عدم تقديم تنازلات في القمة الفلسطينية - الاسرائيلية التي ستعقد في منتجع واي بلانتيشن قرب واشنطن برعاية الرئىس بيل كلينتون لدفع عملية السلام على المسار الفلسطيني. في غضون ذلك، استبعد مسؤولون فلسطينيون ان يعمل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بشكل جدي من اجل الوصول الى اتفاق اذا واصل رفض فكرة التبادلية في المسائل الامنية، مشيرين الى انه يستخدم مقتل اسرائيلي على ايدي مسلحين فلسطينيين مشتبه فيهم ذريعة لعدم اتمام اتفاق سلام جديد اثناء قمة واي بلانتيشن. واوضح المفاوض الفلسطيني حسن عصفور: "هدف نتانياهو هو تأجيل او ربما منع الوصول الى اتفاق وهو يستخدم حوادث القتل ذريعة". واضاف لوكالة "رويترز": "لدينا فلسطينيون كثيرون قتلوا عمدا على ايدي اسرائيلين، لكن هذا لم يدفع نتانياهو قط الى المطالبة بالعدالة". وصرح كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات لوكالة "رويترز": "يتعين على نتانياهو الذي اوجد اصطلاح التبادلية ان يوقف تسامحه مع التطرف الاسرائيلي وعليه ان يدرك ان العنف والارهاب تجب مكافحتهما سواء ارتكبا بواسطة الاسرائيليين او الفلسطينيين لكنه ما زال يرفض التبادلية". ووصل عريقات مع مفاوضين فلسطينيين اخرين الى واشنطن اول من امس للاعداد للمحادثات. ومن المقرر ان يصل عرفات في منتصف ليل الاربعاء - الخميس بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة الرابعة من صباح اليوم بتوقيت غرينتش. وقال مسؤولون فلسطينيون ان الرئيس بيل كلينتون سيجتمع مع عرفات ونتانياهو في البيت الابيض الساعة العاشرة من صباح اليوم بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة الثانية بتوقيت غرينتش قبل ان يتوجه وفداهما الى واي بلانتيشن لاجراء محادثات مكثفة من المنتظر ان تستمر اياما عدة. واوضح عريقات ان الوفد الفلسطيني مستعد جيدا للمحادثات وانه جاد في شأن الوصول الى اتفاق. وتابع: "اننا ذاهبون الى المحادثات ونحن مستعدون جيدا. لدينا خرائطنا للمنطقة التي يجب ان تسلمها اسرائيل الينا في الضفة الغربية. ولدينا ايضا مقترحات كاملة في شأن جميع المسائل الواردة في الخطة الاميركية". الى ذلك، دعت الجبهتان "الشعبية" و"الديموقراطية" لتحرير فلسطين في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه امس الوفد الفلسطيني المفاوض الى "رفض الضغوط الاميركية والشروط الامنية الاسرائيلية التي تهدد الوحدة الوطنية الفلسطينية" و"البدء بحوار وطني جاد وشامل يستعيد عناصر الاجماع الوطني" و"التمسك بخيار اعلان الدولة الفلسطينية" و"ادانة التهديدات التركية لسورية والتحالف الاميركي - الاسرائيلي المعادي" و"الدعوة الى عقد قمة عربية شاملة تستعيد التضامن العربي". وفي غزة، افاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان نحو 150 فلسطينيا تظاهروا امس، مطالبين الوفد الفلسطيني الى المفاوضات مع اسرائيل في واي بلانتيشن بعدم تقديم "تنازلات". ورفع المتظاهرون الذين ينتمون الى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية باستثناء حركة "فتح" لافتات تقول: "لا لتمديد المرحلة الانتقالية ونعم لاعلان الدولة الفلسطينية" و"الموافقة على المشروع الاميركي خروج صريح عن الاجماع الوطني". من جهة اخرى، اظهر استطلاع للرأي اجراه "مركز البحوث والدراسات الفلسطينية" في الضفة الغربية وقطاع غزة ان غالبية الفلسطينيين تؤيد اتخاذ عمل عسكري ضد اسرائيل وتشكك في امكان التوصل الى اتفاق سلام نهائي. واظهر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه امس زيادة طفيفة في تأييد العنف المسلح ضد اسرائيل الى 51 من 50 في المئة قبل شهرين، في حين عارضت نسبة 44 في المئة العنف المسلح ولم يعرب الباقون عن رأي في هذا الامر. وقال المركز الموجود في نابلس ان نسبة 61 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع تعتقد ان الجانبين لن يتمكنا من الوصول الى اتفاق في شأن الوضع النهائي. وانخفضت نسبة المؤيدين لعملية السلام الى 66 في المئة بعد ان كانت 68 في المئة قبل شهرين. وفي دمشق، اعربت صحيفة رسمية سورية امس عن خشيتها ان يقدم الجانب الفلسطيني تنازلات جديدة خلال قمة واي بلانتيشن. وقالت صحيفة "تشرين" التي تعكس وجهة النظر الحكومية: "يخشى ان يخاطر الجانب الفلسطيني وتحت وطأة الضغوط الاميركية بتقديم تنازلات جديدة لا تبقي على شيء من الارض وتفرط بحقوق الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال". وفي اشارة غير مباشرة لرعاية كلينتون للاتفاق المتوقع، اكدت الصحيفة ان كل اتفاق يعقد "ومهما كان الموقعون عليه سيخفق حتما اذا لم يلب متطلبات السلام العادل ومبادىء مدريد وقرارات مجلس الامن". وتوقعت اذاعة دمشق امس فشل اجتماعات واي بلانتيشن. وبثت الاذاعة: "ان الاجتماعات لن تسفر عن اي شيء ولن يتم التوصل الى اي نتيجة حول اعادة الانتشار". وزادت: "ان هذه الحقيقة ليست استنتاجاً مستخلصاً من التجارب مع اسرائيل ومن مواقفها حيال الاتفاقات والتعهدات وتنكرها والضرب بها عرض الحائط بل تأتي على لسان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي اتخذ من مقتل اسرائيلي واصابة آخر اول امس ذريعة للقول بأنه لن يكون هناك أي اتفاق قبل وفاء الفلسطينيين بالتزاماتهم الامنية".