جولة من الصراع بين البرلمان الأفغاني المنتخب والرئيس حامد كارزاي بدأت أمس بعد إصرار النواب المنتخبين على عقد الجلسة الافتتاحية للمجلس اليوم، على رغم دعوة كارزاي إلى تأجيلها شهراً. وفشل كارزاي أمس في إقناع عدد من النواب الذين التقاهم في القصر الرئاسي بالعدول عن خطوتهم، إذ اصروا على موقفهم وقرروا في حال منعهم من دخول البرلمان عقد الجلسة الافتتاحية في أحد فنادق العاصمة كابول. وكشف أحد النواب الذين شاركوا في اللقاء أن كارزاي اقترح عقد الجلسة الافتتاحية الأربعاء المقبل. وكانت بعثة الأممالمتحدة دعت البرلمان المنتخب إلى الاجتماع في أسرع وقت ممكن، ما اعتبر محاولة للضغط على كارزاي الذي يعاني أيضاً ضغوطاً أميركية متزايدة. كما التقى السفير الأميركي في كابول كارل إيكنبيري نائبي كارزاي أثناء زيارة الأخير لموسكو. ووفق مصادر مقربة من السفارة الأميركية، شدد إيكنبري على ضرورة عقد البرلمان الأفغاني جلسته الافتتاحية في أقرب موعد. وانتقد الزيارة الرئاسية إلى موسكو، لافتاً إلى أنه كان يجدر بكارزاي التشاور مع حلفائه قبل سفره. وقالت مصادر أفغانية ل «الحياة» إن مشادة كلامية حصلت بين إيكنبيري وكارزاي في القصر الرئاسي قبيل توجه الرئيس إلى موسكو. وستشهد الجلسة النيابية الأولى اليوم انتخاب رئيس جديد للبرلمان، ويتنافس على المنصب يونس قانوني (طاجيكي) الرئيس السابق للبرلمان وأحد المقربين من القائد أحمد شاه مسعود وهو مدعوم من تحالف الشمال السابق، وعبد رب الرسول سياف (بشتوني) الذي كان السند الأساس للرئيس الأفغاني، وعبد الحفيظ منصور (من بنجشير)، وعبد الظاهر نجل حاجي عبد القدير الحاكم السابق لجلال آباد. ويحتدم التنافس بين سياف وقانوني الذي يرجّح فوزه. وفي حال نجاح النواب في عقد الجلسة اليوم وانتخاب رئيس لهم من دون حضور كارزاي، يرجّح أن تزداد حدة الصراع في أجهزة الدولة وتزيد عجزها الأمني والاقتصادي وثقة الشعب بها. وتتوزع مقاعد البرلمان (249) على عدد من القوميات في شكل أساسي. فقد فاز مرشحون بشتون ب96 مقعداً، علماً أن البشتون يشكلون أكثر من نصف السكان في أفغانستان، فيما فاز مرشحون من الأقلية الشيعية (9 في المئة من السكان) ب61 مقعداً، وفاز مرشحون طاجيك ب53 مقعداً (نسبة أقل من نسبتهم في المجتمع الأفغاني)، فيما توزعت بقية المقاعد على مستقلين وقوميات صغيرة. واللافت في البرلمان الجديد أن أعضاء في الحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار الذي يقود معارضة مسلحة ضد الوجود الأجنبي في البلاد، يشكلون أكبر كتلة حزبية برلمانية بعد حصولهم على 41 مقعداً، بينما فاز المنتمون إلى الجمعية الإسلامية التي يتزعمها الرئيس السابق برهان الدين رباني ب30 مقعداً. في المقابل لم يفز أي من المحسوبين سابقاً على حركة «طالبان»، ويعزى ذلك إلى ترشحهم في مناطق بشتونية كانت الحركة أصدرت أوامر لسكانها بعدم المشاركة في الانتخابات، ما تسبب في فوز مرشحين من الأقلية الشيعية بعدما تمكن الناخبون الشيعة من الإدلاء بأصواتهم في قراهم بعيداً من رقابة «طالبان».