نجحت السلطة الوطنية الفلسطينية في وساطة مفاجئة بين ايران وحركة "طالبان"، إذ أمر زعيم الحركة ملا محمد عمر بالإفراج عن عشرة أسرى ايرانيين "إكراماً" للسيد محمد خضر مبعوث الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي سلمه أمس رسالة من عرفات لم يكشف عن مضمونها. وأكد الناطق باسم "طالبان" ملا عبدالحي مطمئن لپ"الحياة" في اتصال اجرته معه في قندهار ان الوفد الفلسطيني برئاسة خضر سيلتقي مرة ثانية مع زعيم الحركة ملا محمد عمر في شأن البحث في اصلاح العلاقة بينها وبين ايران. وكان خضر اجرى محادثات في اسلام آباد أول من أمس مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف ووزير الخارجية سرتاج عزيز تركزت على السبل الكفيلة بإزالة التوتر بين الحركة الافغانية وطهران. ويعتبر خضر في أوساط السلطة الفلسطينية بأنه مستشار عرفات للشؤون الايرانية. وكان يعرف باسم "أبو خالد اللحام" وشغل لفترة منصب محافظ بيت لحم. وجاء ذلك في وقت واصل المبعوث الدولي الى افغانستان الأخضر الابراهيمي محادثاته أمس مع مندوبي الحركة في اسلام آباد الذين جددوا دعوته لزيارة قندهار ولقاء زعيم الحركة. وأبلغ "الحياة" السفير الافغاني في اسلام آباد ملا سعيد الرحمن حقاني: "أجرينا جولتين من المحادثات، تركزت الأولى على الدعوة التي وجهها زعيم الحركة الى الابراهيمي لزيارة قندهار". وقال ان المبعوث الدولي رحب بالدعوة مشيراً الى انه موظف في الاممالمتحدة، ولا بد من ان يتشاور مع الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي كان حظر الشهر الماضي سفر الديبلوماسيين الى افغانستان. وكان الحظر فرض بسبب مقتل موظف ايطالي في البعثة الدولية في كابول اثناء تظاهرات نددت بالقصف الصاروخي الاميركي على افغانستان. وقالت لپ"الحياة" مصادر في "طالبان" شاركت في المحادثات ان "الابراهيمي وعد بالرد صباح اليوم على الدعوة لزيارة قندهار". وأضافت ان "الجانبين اتفقا خلال المحادثات أمس، على اعادة فتح مكاتب المنظمات التابعة للامم المتحدة التي أغلقت لدواع أمنية، في مقابل توفير الحماية لها"، وذلك بحلول نهاية الشهر الجاري. وذكرت مصادر دىبلوماسية مطلعة ل "الحياة" أمس ان المحادثات تطرقت ايضاً الى وقف فوري لإطلاق النار بين قوات "طالبان" و"التحالف المناوئ لها" ويبدو ان الجانبين لم يتوصلا لاتفاق حول هذه النقطة في ظل تصعيد عسكري عنيف شهده الشمال أمس. اذ شنت قوات "طالبان" هجمات عنيفة على مواقع القوات الطاجيكية بقيادة الجنرال أحمد شاه مسعود في شمال كابول. وترافق ذلك مع غارات جوية على معاقل مسعود. ولم تتحدث المصادر الافغانية عن تغير في خطوط القتال.