وافقت حركة "طالبان" وإيران على اجراء مفاوضات في جدة تحت رعاية سعودية لحل المسائل العالقة بينهما. وجاء ذلك على اثر محادثات اجراها المبعوث الدولي الى افغانستان الاخضر الابراهيمي امس مع زعيم "طالبان" ملاّ محمد عمر ووصفتها مصادر الحركة بأنها "المحادثات الأفضل التي اجريناها مع مسؤول دولي". وحققت المحادثات، التي جرت في مقر زعيم "طالبان" في قندهار واستمرت خمس ساعات، تقدماً في مجالات عدة لكنها اصطدمت برفض مطلق من جانب الحركة للبحث في مسألة توسيع حكومتها واشراك اطراف من المعارضة. ونقل مشاركون في المحادثات عن محمد عمر قوله للمبعوث الدولي: "نحن نسيطر على 90 في المئة من الأرض والشعب فما الحاجة الى اشراك آخرين في الحكم"؟ وفي مسعى لتخفيف حدة التوتر مع ايران، تعهد ملاّ محمد عمر اطلاق كل الأسرى الايرانيين لدى حركته، وعددهم 25 شخصاً، في مقابل اطلاق طهران والفصائل المعارضة أسرى "طالبان" لديها. كما وافق على قيام خبراء تابعين للأمم المتحدة في التحقيق في المجازر التي رافقت دخول الحركة الى مزار الشريف وأسفرت عن سقوط ضحايا بينهم ديبلوماسيون ايرانيون. وتناولت المحادثات طلب الحركة الاعتراف بحكومتها في افغانستان اضافة الى مكافحة المخدرات والارهاب وشكت "طالبان" من التدخلات الروسية في الشؤون الافغانية الداخلية، في اشارة الى ما وصفته "طالبان" بپ"الدعم السياسي والعسكري" الذي تقدمه موسكو الى الفصائل المعارضة. وتطرقت المحادثات الى قضية الثري العربي اسامة بن لادن، وطلب زعيم "طالبان" ان يقدم المجتمع الدولي ادلة على تورط ابن لادن المزعوم في نشاطات ارهابية، مشدداً على ان الثري العربي "ضيف على الشعب الافغاني". وترافقت المحادثات مع تصعيد عسكري شمال كابول ومعارك عنيفة حققت على اثرها الحركة تقدماً على قوات القائد الطاجيكي أحمد شاه مسعود في ولاية بروان الشمالية