اتهم المبعوث الدولي الى افغانستان الأخضر الإبراهيمي الغرب بالتخلي عن افغانستان والشعب الأفغاني بعدما قضى على غريمه الاتحاد السوفياتي خلال حرب المجاهدين ضد السوفيات. وأضاف الإبراهيمي في حديث الى "الحياة" أمس: ان "الدول الغربية فقدت اهتمامها في افغانستان كون الحرب الدائرة هناك حالياً، بين مسلمين. ودول الجوار المتورطة في هذه الحرب، مسلمة". واعترف المبعوث الدولي بأن مجموعة دول "6"2" والتي تشكل دول الجوار الأفغاني باكستان وإيران واوزبكستان وطاجكستان وتركمنستان والصين اضافة الى أميركا وروسيا، فشلت في ايجاد تسوية للأزمة الأفغانية، وعزا ذلك الى "مواصلة هذه الدول تدخلاتها في الشؤون الداخلية الأفغانية من خلال تزويد الفصائل بالأسلحة والمال". وأكد الإبراهيمي رفض حركة "طالبان" قبول قرار مجلس الأمن الدولي وقف اطلاق النار واعلان هدنة في أفغانستان ونقل عن زعيم الحركة ملا محمد عمر قوله في لقائهما الاسبوع الماضي: "نحن حكومة موسعة ونسيطر على 90 في المئة من الأراضي الأفغانية". وشدد المسؤول الدولي على ضرورة ان يلتزم الفرقاء الأفغان كافة بمسألة حقوق الانسان. وأضاف: "طالبنا الجميع بالالتزام بهذه المسألة. وسنشكل فريقاً دولياً لارساله الى داخل افغانستان للتحقيق في مقتل الديبلوماسيين الايرانيين في مزار الشريف وما تردد عن مجازر نفذتها "طالبان" ضد سكان الشمال الأفغاني اضافة الى جرائم قتل ذهب ضحيتها عدد من عناصرها هناك". وبشأن ما تردد عن اجتماع بين مسؤولين ايرانيين وآخرين من "طالبان" في جدة برعاية منظمة المؤتمر الاسلامي، قال الإبراهيمي: "عرضنا على طالبان هذا الاقتراح وقلنا لهم ان لإيران انشغالات في داخل افغانستان لا ينبغي تجاهلها. وأبلغنا الايرانيين ضرورة التفاوض مع طالبان كونهم فصيلا مهما في افغانستان لا يمكن تجاهله. ووافقت طالبان على الحوار وسنعرض الأمر على الايرانيين بشكل رسمي أكثر". وهل حققت جهوده الديبلوماسية أهدافها بنزع فتيل التوتر بين ايران و"طالبان"، قال المبعوث الدولي: "لا شك في أن الأزمة خفت حدتها. وعلى الأقل لن يكون هناك حرب خلال أيام. لكن الخطر لا يزال قائماً فالحشود الايرانية الضخمة لا تزال على الحدود. وأي سبب أو خطأ، يمكن أن يشعل أزمة أو اشتباك بين الطرفين". ورفض الاجابة على سؤال هل ربطت ايران سحب قواتها من الحدود بتشكيل حكومة موسعة في افغانستان، موضحاً ان "هذا السؤال ينبغي ان يوجه للايرانيين الذين قلنا لهم أن مسألة نشر عساكركم قضية داخلية. ولكن ما تقولونه عن خطر المخدرات وما الى ذلك، ليس بحاجة الى هذا العدد الضخم من القوات على الحدود". الوضع العسكري على صعيد آخر، أعلنت حركة "طالبان" امس انها استردت مدينة طالوقان عاصمة ولاية تخار من أيدي القوات الطاجيكية المعارضة بقيادة أحمد شاه مسعود. وجاء ذلك في وقت تواصلت المعارك بين الجانبين شمال العاصمة كابول وتبادل خلالها الجانبان التراشق بالأسلحة الثقيلة. وتسعى الحركة الى السيطرة على نجراب، وصولاً الى ممر سالانغ الاستراتيجي المؤدي الى الشمال.