أنقرة، موسكو - "الحياة"، أ ف ب - اعلن وزير الدفاع التركي عصمت سيزغين امس تحقيق "تقدم مهم" في المحادثات بين مسؤولين أمنيين سوريين وأتراك، التي بدأت على الجانب التركي من الحدود بين البلدين. وقال سيزغين للصحافيين: "حصل تقدم مهم، وسيوضع ذلك على الورق، لكن هذا لا يكفي، يجب ان تطبق سورية التقدم الحاصل". وأضاف ان "المحادثات تتواصل". وكانت انقرة اتهمت دمشق بتقديم الدعم لمقاتلي حزب العمال الكردستاني وبإيواء زعيمه عبدالله اوجلان، وهددتها بعمل عسكري اذا لم توقف دعمها الحزب المحظور في تركيا. وبدأت المحادثات بين المسؤولين من البلدين بعد ظهر الاثنين في مكان لم يعلن عنه رسمياً. وأشارت الصحف التركية امس الى انها تجرى في مدينة سيهان قرب اضنة في جنوبتركيا. وأعلنت شبكة التلفزيون التركية "ان. تي. في" مساء الاثنين ان الطرف السوري قدم الى المسؤولين الأتراك لائحة بأعضاء في حزب العمال اعتقلوا في سورية "لتأكيد ان دمشق تكافح بالفعل نشاط حزب العمال على اراضيها". وأضافت ان الوفد السوري دعا المسؤولين الأتراك الى زيارة سورية لاستجواب الموقوفين من حزب العمال الكردستاني. وذكرت الشبكة انه اذا توصلت هذه اللقاءات الى نتائج "مرضية" فإنها ستمهد السبيل امام لقاء بين وزيري خارجية البلدين. وكان الرئيس التركي سليمان ديميريل وجه في خطاب القاه في محافظة هاتاي لواء الاسكندرون اول من امس تحذيراً جديداً الى سورية، مشيراً الى ضرورة "وقف اي دعم" لمقاتلي اوجلان، ومؤكداً ان الأمر يتعلق بتحذير تركي "أخير". وفي موسكو اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان "ليست لديها معلومات" عن وجود عبدالله اوجلان في الأراضي الروسية. وأشار الناطق باسم الوزارة فلاديمير رحمانين الى ان وسائل الاعلام نقلت عن اوجلان نفسه انه "موجود في كردستان". وعن موقف روسيا من تسوية المشكلة الكردية، قال رحمانين ان موسكو تنطلق من مبدأ "مراعاة حقوق الفرد والأقليات القومية" لكنها في الوقت ذاته تؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة اراضي الدول التي يقطنها الأكراد، وذكر تحديداً ايرانوتركيا من دون ان يشير الى العراق. واستنكر "مظاهر الارهاب والانفصالية بأي شكل وفي أي مكان"، لكنه شدد على ان المشكلة الكردية لا يمكن حلها بالقوة.