بدا أمس ان الأزمة التركية - السورية تتجه الى انفراج. إذ أعلنت أنقرة انها تعتقد ان سورية أغلقت ما سمّته "المعسكرات الارهابية" الكردية في اراضيها وفي الاراضي التي تسيطر عليها، في إشارة الى سهل البقاع اللبناني. وجاء هذا الاعلان التركي بعد أقل من 24 ساعة من انتهاء مهمة الوساطة التي قام بها وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى في أنقرةودمشق. وقال وزير الدفاع التركي عصمت سيزغين للصحافيين أمس: "إن الانطباع لدينا هو ان سورية انهت النشاطات في كل المعسكرات الارهابية". وأضاف ان بلاده تتحقق حالياً من ذلك. وتقول انقرة ان مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" بزعامة عبدالله أوجلان لديهم معسكرات في البقاع اللبناني. وتقول أيضاً ان أوجلان نفسه يقيم في دمشق. وتنفي سورية باستمرار دعمها "الكردستاني" او ايواءها اوجلان الذي يبدو، بحسب معلومات الاستخبارات التركية، انه غادر الاراضي السورية وانتقل الى شمال العراق حيث يسيطر مقاتلوه على بعض المناطق الجبلية النائية. واذا تأكد ان سورية أغلقت معسكرات "الكردستاني" على اراضيها وفي لبنان، فإنها تكون بذلك قد استجابت لشرط أساسي من شروط تركيا لحل الأزمة الحالية. وتطالب انقرةدمشق بوقف دعمها المزعوم للانفصاليين الاكراد وابعاد اوجلان ومقاتليه الى بلد "بعيد" عنها. في غضون ذلك بدا ان تركيا لا تريد ان تفهم سورية ان تخفيف حدة لهجتها يعني انتهاء الأزمة. إذ تفقّد رئيس اركان الجيش التركي حسين كيركوغلو امس وحدات الجيش المتمركزة في ديار بكر وأضنة، على الحدود مع سورية. وقال مرتدياً ملابس القتال: "ان صبرنا الذي ابديناه حيال سورية يُفهم أكثر اذا نُظر اليه من زاوية ماذا تفعل الدول عادة لكي تكافح الارهاب". واضاف ان تطبيع العلاقات مع سورية غير ممكن قبل ان "توقف سورية تماماً دعمها للمنظمة الارهابية" في إشارة الى الحزب الكردستاني. وشدد على ان الخلاف ليس بين تركيا والعالم العربي، بل بينها وبين سورية. وفي دمشق، قالت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" ان التفاؤل الذي ظهر في تصريحات وزير الخارجية المصري عقب محادثاته في سورية وتركيا "استند الى موافقة اولية من انقرة على استئناف الحوار مع دمشق، وتعهد الأخيرة اتخاذ اجراءات عملية ضد اي عمل يضر بالأمن التركي، وصولاً الى اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية سورية وتركيا ومصر يُعقد في القاهرة". وأضافت ان انقرة "لم تعط موافقتها النهائية على الاجتماع الثلاثي. إذ انها تُفضّل حصول اجتماع ثنائي مخصص للبحث في قضايا الأمن". يُذكر ان البلدين يرتبطان باتفاق امني أوكل الى الجانب التركي مهمة حماية أمن الحدود ومنع تسلل "العناصر الارهابية" عبر الحدود البالغ طولها أكثر من 800 كلم. ويعتبر السوريون ان الاتفاق يجنبهم اي انتقاد يحمّلهم مسؤولية عدم منع تسلل عناصر "الكردستاني" الى تركيا.