مثل الفيلسوف والكاتب الفرنسي روجيه غارودي امس الخميس امام المحكمة الجزائية في باريس التي ستتولى النظر في التهمة الموجهة اليه بالتشكيك في المحرقة اليهودية، في كتابه "الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية". وأثار هذا الكتاب لدى نشره عام 1996 ضجة واسعة في فرنسا، لتشكيكه بمقتل ستة ملايين يهودي في معسكرات الاعتقال النازية، وبحقيقة وجود غرف الغاز واستخدامها لإبادة اعداد كبيرة من هؤلاء اليهود. وتصاعدت الضجة حول الكتاب، بعد تأييد الأب بيار الذي يتقدم لائحة الشخصيات الاكثر شعبية في فرنسا، والذي اتهم بدوره بأنه من المشككين بالمحرقة. ويواجه غارودي 84 عاماً الذي اعتنق الاسلام في السبعينات، عقوبة السجن لمدة عام وغرامة مالية بقيمة 300 ألف فرنك فرنسي في حال ادانته بالدعويين المنفصلتين اللتين اقامتهما كل من "العصبة الدولية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية" و"حركة مناهضة العنصرية لصالح الصداقة بين الشعوب". وأكد غارودي، الذي يتولى الدفاع عنه المحامي الفرنسي الشهير جاك فيرجيس، ان ما أورده في كتابه لا يصب في خانة العداء للسامية الذي لا ينطبق عليه وانما يستهدف أمراً واحداً هو محاربة سياسة الحكومة الاسرائيلية. ووصف غارودي "العصبة الدولية لمكافحة العنصرية والعداء للسامية" بأنها مجرد أداة في خدمة السياسة الخارجية لاسرائيل. ولكن من وجهة نظر هذه العصبة والحركة المناهضة للعنصرية التي تشاركها في مقاضاة غارودي، فان مضمون الكتاب لا يقتصر على نقد السياسة الاسرائيلية والحركة الصهيونية بل يتهمها بتلفيق "أسطورة الستة ملايين يهودي الذين أبيدوا لتبرير الانتهاكات التي تمارسها دولة اسرائيل في فلسطين"، حسبما ورد في الكتاب.