أعلنت شركة "دبي للاستثمار" انها ستبني مصنعاً للفحم البترولي المتكلس الذي تعتمد عليه صناعة الالومنيوم بكلفة تقدر بنحو 120 مليون دولار، ومن المقرر ان يبدأ الانتاج قبل السنة 2000 بطاقة تبلغ 400 ألف طن سنوياً. وجاء اعلان "دبي للاستثمار" عن مشروعها الجديد، متزامناً مع اعلانيين سابقين لمجموعة من رجال الاعمال الدبوين وشركة "البا" في البحرين، عن عزمهم تشييد مصنعين منفصلين لانتاج الفحم البترولي تقدر تكاليف الأول المقرر اقامته في منطقة جبل علي الحرة بأكثر من 150 مليون دولار، والثاني في المنامة بكلفة قدرها نحو 400 مليون دولار، مما ينذر بأشعال "حرب الفحم البترولي" في منطقة الخليج. وقالت "دبي للاستثمار" في بيان صحافي امس انها وقعت بالفعل مذكرة تفاهم لاجراء دراسة جدوى لاقامة المصنع المذكور في دبي مع شركتين اميركتين هما "كونوكو" و"فيكو"، مشيرة الى ان المصنع سيستخدم احدث المعدات التقنية التي تأخذ بعين الاعتبار المحافظة على بيئة نظيفة ضمن منتجات عالية الجودة. وأظهرت الشركة التي تعتبر اكبر شركة استثمارية في الامارات يملكها القطاع الخاص، انها تنوي تسويق انتاج المصنع الجديد لدى مصهر "دوبال" بصفة خاصة والمصاهر الأخرى في المنطقة، التي تستورد الفحم البترولي حالياً من الخارج لاستخدامه في عملية صهر الالومنيوم، مشيرة الى ان الطلب على الفحم البترولي في الشرق الأوسط مرشح للنمو بمعدلات كبيرة خلال العقد المقبل مع رغبة العديد من دول المنطقة بناء مصاهر جديدة لانتاج الالومنيوم الخام. ويقدر حجم انتاج الالومنيوم الأولي في المنطقة العربية بنحو مليون طن سنوياً من أصل 15 مليون طن سنوياً هي حجم الانتاج العالمي. فيما تتجه قطر لاقامة مصهر كبير لانتاج 300 ألف طن من الالومنيوم سنوياً بكلفة بليون دولار، وأعلنت الكويت عن اقامة مصهر مماثل بمساهمة رؤوس أموال خليجية. ومن المتوقع في حال اقامة هذين المصنعين وتنفيذ اجراءات التوسعة في المصانع الحالية ان يرتفع حجم الانتاج الخليجي الى مليون ونصف المليون طن سنوياً ليشكل ما نسبته تسعة في المئة من الانتاج العالمي مقابل قرابة ستة في المئة حالياً. واعتبر خالد بن كلبان مدير عام "دبي للاستثمار" ان المصنع الجديد سيتيح لمصاهر الالومنيوم في المنطقة الحصول على الفحم البترولي بأسعار تنافسية مما سيؤدي الى تخفيض تكاليف الانتاج من دون الاضرار بمستوى الجودة، مشيراً الى ان مصاهر الالومنيوم المذكورة ستحصل بالتالى على احتياجاتها من الفحم البترولي من داخل المنطقة بدلاً من استيراده. وقال ان التحالف الجديد لشركة "دبي للاستثمار" مع أهم شركتين مصنعتين للفحم البترولي في العالم يطمئن عملاء الشركة الى مستوى الانتاج وجودته، إذ من المقرر ان يستخدم المصنع الجديد أحدث تقنيات شركة "كونوكو" لانتاج الفحم البترولي. وأشار بين كلبان الى ان "كونوكو" تعتبر من الشركات العملاقة في مجال تصنيع الفحم البترولي في الولاياتالمتحدة وبريطانيا. فيما تنتج شركة "فينكو" أكثر من 900 ألف طن من الفحم البترولي سنوياً ولها خبرة جيدة في مجال تشغيل المصانع. وأشار الى ان دراسة الجدوى الاقتصادية لمشروع المصنع الجديد تستغرق ثلاثة أشهر، وتهدف الى تحديد امكان تنفيذ المشروع وصلاحية الفحم البترولي الخام المنتج من مصافي تكرير النفط في منطقة الخليج. وكانت "دبي للاستثمار" اعلنت الشهر الماضي عن بدء العمليات الانتاجية لمصنع "الامارات للمباني الحديدية" الذي بلغت كلفة تشييده 70 مليون درهم 19 مليون دولار، والمخصص لانتاج هياكل المباني الحديدية المسبقة التصميم والمستخدمة في عمليات البناء التجاري والصناعي. وتعتبر "دبي للاستثمار" شركة مساهمة عامة، تأسست عام 1995 للترويج للفرص الاستثمارية في دولة الامارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج. وتهدف الشركة الاستثمار في المشاريع التي تساعد على تنمية قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات، وتوفير أرباح مجزية للمستثمرين من حملة أسهمها، ويبلغ رأسمالها المصرح به حالياً 3.1 بليون درهم فيما تبلغ موجوداتها الراهنة 718 مليون درهم. وتشمل الشركات التابعة لپ"دبي للاستثمار" كلاً من مزرعة "المرموم للألبان" وشركة "الامارات للزجاج" ومجمع الأعمال. كما وظفت الشركة استثمارات مهمة في مشاريع أخرى وفي عدد من الشركات الناشطة في منطقة الخليج.