تعتقل السلطات الموريتانية ناشطين سياسيين اثنين يتبنيان الدفاع عن حقوق الافارقة السود وبعض الطبقات الاجتماعية في المجتمع الموريتاني. ولم تعلن السلطات رسمياً عن اسباب الاعتقال، لكنه جاء بعد بث القناة التلفزيونية الفرنسية الدولية "سي اف سي" برنامجاً يزعم وجود ممارسة الاسترقاق في موريتانيا. والمعتقلان هما أبوبكر ولد مسعود العضو في قيادة حزب "العمل من اجل التغيير" المعارض. ويرأس هيئة تعنى بالدفاع عن حقوق "طبقة" الأرقاء السابقين التي يتحدر منها هي "أس. أو. أس لمكافحة الرق". اما المعتقل الثاني فهو ناشط سياسي من الاقلية الافريقية وهو استاذ في جامعة نواكشوط ويقود منظمة غير مرخص لها بالعمل تدعى "المنظمة الموريتانية لحقوق الانسان". وتتبنى المنظمة قضايا السود لكنها في ما يتعلق بالموريتانيين الآخرين تتبنى مواقف أقل قوة. وتشتهر المنظمتان بانتهاج التطرف ومزج السياسة بحقوق الانسان. ويأتي اعتقال زعيميهما، حسب مراقبين، في اطار الصراع بين السلطة والمعارضة. ولم تعلن رسمياً الاسباب المباشرة للاعتقال لكن يقرن مراقبون بينه وبين اذاعة "القناة الفرنسية الدولية" برنامجاً ظهر فيه أبوبكر ولد مسعود يتحدث عن العبودية في موريتانيا. ويبدو من الاشخاص الذين ظهروا في البرنامج انه من ترتيب الرجلين. يذكر ان ممارسة الاسترقاق كانت موجودة في موريتانيا، وحظرت في الستينات واتخذ في الثمانينات اجراء مكمل للقضاء على مخلفاتها. ويرفض الناشطون في حركة "الحراطين" الأرقاء السابقين العلاقات القائمة بين بعض احفاد سادة الامس واحفاد الارقاء، ويعتبرونها شكلا من اشكال العبودية. ويرتبط بعض هؤلاء بعلاقات يقولون انها علاقات أسرية ويتحكم فيها لجوء بعض "الحراطين" الى احفاد السادة مادياً. وبرغم ان كثيرين من ابناء طبقة "الحراطين" المجتمع الموريتاني مبني على طبقات اجتماعية تتفاوت في القيمة الاجتماعية احتلوا ويحتلون مناصب وزارية وحكومية اخرى رفيعة المستوى، فان ابناء هذه الطبقة من افقر طبقات المجتمع الموريتاني. ويعاون "الحرطاني" سيد الامس اذا كان فقيراً، والغالب هو العكس.