يواصل "أنصار حزب الله" انتهاج خيار العنف والاقصاء حيال أطراف سياسية واللاتسامح ازاء سياسات الانفتاح الثقافي ومظاهره. وفي هذا الاطار منعوا الأمين العام لپ"حركة الحرية" المعارضة ابراهيم يزدي من القاء كلمة في أحد مساجد مدينة مشهد شمال شرقي ايران لمناسبة الذكرى الثالثة لوفاة رئيس الحكومة الموقتة بعد الثورة مهدي بازركان، على رغم تدخل الأجهزة الأمنية والادارية. وفي غضون ذلك تتجه جماعات سياسية وثقافية الى تشكيل مجموعات وخلايا مناوئة لپ"الأنصار"، مهمتها الأساسية "مواجهة عنف" أنصار "حزب الله" و"حماية" مؤسسات المجتمع المدني والحرمات الفردية، في خطوة لا سابق لها، تعكس المدى الذي بلغه غضب فئات الشبان وأنصار الحريات، وتعد في جوهرها رسالة الى المسؤولين في النظام والدولة بوجوب "وضع حد للمجموعات التي ترفض احترام القوانين وتصادر الحريات العامة والفردية". وأصدرت "حركة الحرية" الوطنية الليبيرالية المعارضة بياناً أكدت فيه ان مجموعة "أنصار حزب الله" في مدينة مشهد "منعت بالقوة" اقامة مراسم الذكرى الثالثة لوفاة بازركان ليل الجمعة الماضي. وأوضح البيان ان المنظمين كانوا حصلوا على ترخيص قانوني من السلطات المختصة بإقامة المراسم في مسجد "الرسول" في المدينة. وكان يُفترض ان يلقي يزدي كلمة، لكن "الأنصار" "طوقوا المسجد ومنعوا المراسم فيما حاول رجال الأمن ابعاد هذه المجموعة المزعجة لكن المحاولات باءت بالفشل". وأكد البيان ان المسؤولين في المحافظة وقوى الأمن "كانوا جادين في توفير التسهيلات اللازمة للمنظمين، لكن رجال الأمن الذين كانوا في المكان انتابتهم الحيرة في ما يجب ان يفعلوه بالضبط"، علماً بأنه يُشار باستمرار الى ان "الأنصار" يحظون بپ"دعم وحماية وتغطية من جهة متنفذة في النظام". وبرز "الأنصار" بشكل لافت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فكانوا رأس حربة حملات التشهير التي طاولت المرشح الرئيسي سيد محمد خاتمي وأعلنوا تأييدهم الواضح لأحد منافسيه الرئيسيين. وأشار بيان "حركة الحرية" ضمناً الى هذه النقطة، اذ أعرب عن الأمل في ان "ينجح رئيس الجمهورية في فرض القانون واقامة مجتمع مدني برغم معارضة مراكز القوة والضغط". ودعا هذه المراكز "التي لا تؤمن بحوار الحضارات على مستوى عالمي لأن تتحمل الحوار بين القوى المؤمنة والملتزمة بالاسلام تسهيلاً لتطبيق قيم الثورة الاسلامية وعهود رئيس الجمهورية". وقالت صحيفة "كار وكاركر" العمل والعمالان ثمة "اتجاهاً الى تشكيل مجموعات غير رسمية في مدينة أصفهان"، لهذا الغرض، علماً بأن أصفهان تعد معقل "الثوريين" وتؤيد خاتمي بقوة، وشهدت أخيراً مظاهر عنف عندما اعتدى "الأنصار" على قاعات سينما كانت تعرض فيلماً اعتبروه "مسيئاً ومهيناً". لكن الصحيفة أكدت ان الاتجاه الى تشكيل مجموعات مقابلة لپ"الأنصار" سيشمل شيراز وطهران ومشهد وغيرها من المدن الرئيسية في البلاد. وهو ما يعني ان هذا الاتجاه ليس مبادرة ذاتية لفئات من الشبان في أصفهان، بل جزءاً من خيارٍ قررت أوساط محددة لم تكشف هويتها أخذ المبادرة واستلام زمام الأمور بنفسها "ما دام الأنصار مستمرون في نهجهم ولم يُردعوا بحزم حتى الآن". وحذرت الصحيفة بشدة من "العواقب الوخيمة" لهذه السابقة.