نفّذت الاستخبارات الإسرائيلية امس حملة دهم وتفتيش في بلدات العديسة ومركبا وكفركلا داخل "الشريط الحدودي" المحتل لتقصي آثار من يكون قد ساعد في تنفيذ العملية التي تبنّتها حركة "أمل" اول من امس على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، ما أدى الى مقتل مسؤول في أمن "جيش لبنان الجنوبي"، الموالي لإسرائيل، وجرح جنود إسرائيليين بعدما انفجر شريط فيديو بقوة إسرائيلية ترابط عند معبر "فاطمة" في المطلّة. وأفادت مصادر امنية ان القوات الاسرائيلية فتشت اكثر من ثمانين منزلاً واعتقلت نحو 25 شخصاً بينهم عناصر من "الجنوبي". وأشارت الى "ان الجيش الاسرائيلي محرج وأن خبراء ومسؤولين عسكريين يجرون تحقيقات مكثّفة لكشف الوسيلة التي تمكنت المقاومة بواسطتها من إدخال الشريط الى المنطقة المذكورة". وصرحت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي هدم منزل مدني في القطاع الأوسط بزعم انه شارك في عملية أول من أمس، وقالت ان المشتبه به تمكن من اجلاء عائلته في وقت سابق. إيضاح "أمل" وأوضحت "أمل" امس طريقة حصول العملية وقالت "ان جهاز الأمن في الحركة تمكن من زرع أحد عناصرها كعميل مزدوج بين الأمن التابع لها وجهاز الموساد الإسرائيلي بواسطة العميل في جيش لحد سمير رسلان قتل في انفجار شريط الفيديو والذي بدأ عمله بتزويد الضابط الاسرائيلي العميد ياريف معلومات دقيقة عن الخرق الأمني المفترض ان أمن الحركة حققه داخل صفوف لحد. ونتيجة هذه المعلومات استطاع مندوبنا ان يحوز ثقة جهاز الموساد الإسرائيلي، ما دفعه الى حصر الاتصال بينه وبين الضابط الاسرائيلي المذكور، اذ كان يتم الاتصال به على الهاتف الخليوي 311929 وتتم المراسلات الى الشريط بطريقة سرية يكلّف العميل رسلان نقلها من دون امكان اطلاعه على ما يحمل". وأضافت "أمل" في روايتها "ان مندوبنا زوّد العميد ياريف معلومات مفادها ان احدى المجموعات التابعة لپ"أمل" ستنفّذ عملية داخل بلدة العديسة هدفها قتل العميل روبين عبود وأرسل اليه شريط فيديو للبلدة يظهر الطرق المؤدية الى بيت عبود، والتي ستسلكها المجموعة، ما دفع بهذا الضابط الى طلب المزيد بعد ارتياحه الى المعلومات المقدمة من المندوب الذي أتبع شريط الفيديو الأول بشريط آخر يظهر احد المجاهدين يقوم بواجب الصلاة ويتلو وصيته ونية القيام بعملية استشهادية ضد القوات الإسرائيلية المحتلة مع معلومات ان هناك شخصاً آخر يريد ايضاً القيام بعملية استشهادية". وتابعت "ان شريط الفيديو لاقى اهتماماً كبيراً من الضابط الإسرائيلي الذي بعث برسالة خطية الى المندوب يحثّه على العمل لمعرفة العمل الاستشهادي وتاريخ التفجير ومعرفة الشخص الآخر، وأرسل اليه مبلغ 500 دولار أميركي مع وعد بمبلغ آخر بعد وصول الشريط الذي يظهر الاستشهادي الثاني". وأشارت "أمل" الى "ان مندوبها ابلغ الاثنين الماضي الضابط الاسرائيلي انه استطاع الحصول على الشريط المطلوب ويأمل منه ان يزوّده المبلغ الذي وعد به فطمأنه الى انه سيكون عنده خلال يومين". وأضافت "واول من امس الاربعاء تم الاتصال بين المندوب والضابط الاسرائيلي ليفيده ان موعد التنفيذ هو الثانية والنصف بعد ظهر اليوم الاربعاء وقد حدد لمصادفة ذكرى معركة بدر الكبرى. وطلب منه ياريف ارسال الشريط بأقصى سرعة. وكان تم تفخيخه وأرسل الثامنة صباحاً، فوصل ظهراً وكان في انتظاره ياريف مع ضباط آخرين متلهفين لمعرفة هوية الاستشهادي وصورته قبل دخوله. وفور وصوله اقدموا على فتحه فانفجر بهم". وعرضت "أمل" صورة للرسالة التي بعث بها الضابط الاسرائيلي الى مندوبها. وعلى الصعيد الميداني، تعرضت السابعة من صباح امس الاطراف الغربية لبلدة ياطر وأطراف بلدتي جبال البطم وزبقين لقصف مدفعي اسرائيلي متقطع من مواقع الاحتلال في القوزح وبلاط وتلة الرجمين. وأفادت مصادر امنية ان اكثر من خمسين قذيفة من عيارات مختلفة استهدفتها. وفي المقابل، اعلنت "المقاومة الاسلامية"، الجناح العسكري ل"حزب الله"، مسؤوليتها عن هجومين على موقعي رشاف وبلاط نفذتهما صباح امس. وتحدثت في بيان عن اصابات محققة ومباشرة وقعت في حاميات الموقعين. ونفّذت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات وهمية في اجواء النبطية. وأقفلت القوات الاسرائيلية معبر كفرتبنيت في وجه المواطنين اعتباراً من العاشرة صباح امس. وفي مجال آخر، افاد نقيب الصيادين في مرفأ صور ان البحرية الاسرائيلية خطفت الشقيقين خليل درمسيس 30 عاماً وعباس درمسيس 27 عاماً قبالة شاطئ البيّاضة.