اعلنت الجزائر امس رفضها استقبال اعضاء وفد الترويكا الاوروبية على مستوى مديري الوزارات لوكسمبورغ وبريطانيا والنمسا والذي كان مقرراً ان يصل نهاية الاسبوع الجاري. وأعربت الرئاسة البريطانية للاتحاد الاوروبي عن خيبة املها ازاء الرفض الجزائري، لكنها لم تستبعد امكان ايفاد بعثة وزارية في المستقبل. وقالت "ان العرض لا يزال قائماً". وفي الاطار الامني، اعادت قوات الامن الجزائرية فتح الطريق المؤدية الى نادي الصنوبر مقر الاقامة الرسمية لكبار المسؤولين في العاصمة الجزائرية. وكانت قوات الامن قطعت الطريق بعد اكتشافها مجموعة "ارهابية" اول من أمس حاولت التسلل الى ثكنة الحرس البلدي في مزرعة بوشاوي 3 كلم جنوب نادي الصنوبر. وطوقت قوات الامن الطريق المؤدية الى الاقامة الرسمية والغابات الواقعة على حافتي الطريق، واشتبكت مع مجموعة مسلحة وقتلت 11 من عناصرها راجع ص 6. وكانت تلك المرة الاولى التي تقطع فيها الطريق الرئيسية المؤدية الى نادي الصنوبر حيث يقيم اكثر من 500 مسؤول حكومي. واستمر قطع الطريق نحو 24 ساعة من الخامسة بعد ظهر الثلثاء الى الخامسة بعد ظهر الاربعاء. وعلى الصعيد السياسي، قال وزير الخارجية الجزائري السيد احمد عطاف في مؤتمر صحافي عقده امس في مقر وزارته، "ان الجزائر ترفض استقبال الموظفين" في الترويكا الاوروبية. وانها على اتصال دائم مع الجهات المعنية بالامر، وترحب بالترويكا الاوروبية اذا كانت في مستوى غير الموظفين. وشدد على ان الجزائر منفتحة على كل مبادرة تستجيب لمطالبها المتعلقة بمكافحة الارهاب. وفي بروكسيل اعربت الرئاسة البريطانية للاتحاد الاوروبي عن خيبتها بسبب الرفض الجزائري وذكر مصدر رسمي ل "الحياة" ان الاتحاد الاوروبي يأسف للقرار الجزائري "لكن العرض يظل على الطاولة". واعتبر المصدر نفسه التبرير الجزائري المرتبط بضعف مستوى تمثيل بلدان الترويكا "غير مقنع". وكان وزير الخارجية البريطاني رئيس المجلس الوزاري روبن كوك تحدث امام البرلمان الاوروبي، قبل انتكاس الجهود الديبلوماسية، وأكد تطلع الاتحاد الى البحث في امكانات الدعم الاوروبي "لمكافحة الارهاب" وذكر في مداخلته امام النواب، صباح امس في ستراسبورغ، بأن المجموعة الدولية تعلمت من تجارب الماضي بأن الارهاب "اذا تجذر في بلد فسينتشر بسرعة في البلدان الاخرى". ويتوقع ان يبحث الوزير كوك في الوضع الجزائري خلال المباحثات التي يجريها مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الخميس والجمعة المقبلين في واشنطن. الى ذلك، لم تستبعد وزارة الخارجية البريطانية امس امكان اقتراح ايفاد بعثة تضم وزراء من الدول الثلاث التي تشكل الترويكا لاقناع الجزائر بالقبول ببعثة اوروبية في شأن المجازر. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية: "عرضنا لا يزال قائماً، ولا نستبعد امكان زيارة على مستوى وزاري اذا وافق وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد الذين يجتمعون في 26 كانون الثاني يناير الجاري على ذلك".