الجزائر، لندن، باريس، بون، فيينا، طهران، الكويت - "الحياة"، أ. ف ب، رويترز، قنا - أجمعت دول اوروبية عدة على نجاح محادثات وفد الترويكا الاوروبي التي اختتمت في الجزائر اول من امس. واعتبرت المانيا الزيارة "خطوة اولى"، وقالت فرنسا انها "بداية حوار"، ووصفتها النمسا بأنها "بادرة ايجابية". وطالبت بريطانيا بأفكار جزائرية تسمح لاوروبا في المساعدة. في غضون ذلك، اعلنت طهران انها طلبت من الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي عزالدين العراقي التوجه الى الجزائر "في مهمة وساطة". وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت ان وفد الاتحاد الاوروبي الى الجزائر نجح في فتح حوار مع القادة الجزائريين. لكنه اكد انه يجب ان تقدم الجزائر اقتراحات ملموسة لعمل الاتحاد الاوروبي. واضاف في حديث بثته هيئة الاذاعة البريطانية: "نريد المساعدة بأي سبيل ممكن ... يجب ان يبلغونا بما يريدون منا عمله". ورفضت السلطات الجزائرية دعوات لاجراء تحقيق دولي في اعمال العنف وعروض تقديم مساعدات انسانية بقولها ان اهم شيء تريده هو ان تحمل الدول الاوروبية على شبكة المتشددين الاسلاميين في المنفى الذين تتهمهم بالعمل من المدن الاوروبية الكبرى. وقال فاتشيت ان مسألة قيام جماعات المتشددين في المنفى بجمع الاموال في دول الاتحاد الاوروبي الخمس عشرة لم تبحث. ولم يكن للمهمة التي استمرت 24 ساعة وقادها فاتشيت، الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي في دورته الحالية، تأثير يذكر على مناخ العنف في الجزائر. وقال فاتشيت ان الوفد الاوروبي لم يجد دليلاً يدعم تلميحات بان قوات الحكومة الجزائرية وراء بعض اعمال العنف، مؤكداً انه يجب على الجزائر اتباع سياسة اكثر انفتاحا. واوضح "ليس لدينا دليل يدعم وجهة النظر تلك ... لكن من الاهمية بمكان ان تواجه الجزائر ذلك الرأي". واعتبر وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين في تصريح بثته إذاعة فرنسا الدولية "راديو فرانس انترناسيونال" اول من امس ان زيارة وفد الترويكا "تشكل بداية عملية حوار سياسي بين السلطات الجزائرية واوروبا وهو في ذاته تقدم". النمسا ورأت وزيرة الدولة النمساوية للشؤون الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر، العضو في الترويكا الاوروبية التي زاررت الجزائر، ان الزيارة "تثبت ان اوروبا تحاول ايجاد حل" للازمة وان ذلك يشكل "بادرة ايجابية". لكنها عبرت عن اسفها لانها لم تلتق مواطنين جزائريين. وقالت الوزيرة خلال مؤتمر صحافي في فيينا امس "للأسف لم نتمكن من زيارة الجرحى والناجين من مجازر مختلفة. كنت اتمنى ان ارى اطفالاً واتحدث الى نساء". واضافت ان السلطات الجزائرية "ابلغتنا اننا لا نستطيع القيام بذلك لاسباب امنية وضيق الوقت". وذكرت ان "الجزائريين اعلنوا انهم سيقدمون اقتراحات للمساعدة في مكافحة الارهاب" حتى وان "لم يكن للاتحاد الاوروبي صلاحية" في هذا المجال. وقالت ان الوفد فتح حواراً بناء مع المعارضة الشرعية ورؤساء تحرير اربع صحف جزائرية كبيرة. المانيا واعتبر وزير الخارجية الالماني كلاوس كينكل ان زيارة الترويكا "خطوة اولى في اتجاه مواصلة الحوار". ورحب في بيان امس بنتائج زيارة الوفد الاوربي، مشيراً الى انه حذر منذ البداية من الانتظار طويلاً قبل قرار الزيارة. ودعا الى "مواصلة عملية اقناع حذرة مع الحكومة الجزائرية"، مضيفاً "ان الهدف المشترك هو التوصل معها الى طرق لحل الازمة الجارية التي اثارتها اعمال العنف الارهابية". طهران وفي الاطار نفسه ولكن بعيداً عن اوروبا، بثت اذاعة طهران ان ايران طلبت من الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي عزالدين العراقي امس "التوجه الى الجزائر في مهمة وساطة". واضافت الاذاعة ان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي قدم هذا الطلب باسم الرئيس الايراني محمد خاتمي رئيس الدورة الحالية للمنظمة. وطلب من العراقي في اتصال هاتفي "المساهمة في تسوية" الازمة الجزائرية ووافق الاخير على ذلك حسبما اكدت الاذاعة. وكان خرازي اجرى الجمعة الماضي محادثات مع وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين. واعرب المسؤولان عن قلقهما إزاء المجازر التي تحدث في الجزائر واشارا الى "ضرورة تعاون" الاتحاد الاوروبي مع منظمة المؤتمر الاسلامي كما ذكرت الصحف الايرانية. وكانت الجزائر التي تتهم ايران بدعم الحركات الاسلامية المتشددة قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع طهران سنة 1993.