اختتمت بعثة الترويكا الوزارية الاوروبية أمس زيارة للجزائر دامت يوماً واحداً بتأكيد تضامن اوروبا مع الجزائر في تصديها ل "الارهاب". واعلن رئيس الوفد وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني ديريك فاتشيت انه ابلغ الجزائريين "تصميم اوروبا على منع الهجمات الارهابية وجلب الارهابيين للمحاكمة"، وهي نقطة اساسية أثارها المسؤولون الجزائريون مع اعضاء الوفد الذي التقى ايضاً مسؤولين في المعارضة النيابية وصحافيين. وقبل ساعات من مغادرة الوفد الاوروبي الجزائر، وقع انفجار بعد الظهر في باص في حي بن عكنون في العاصمة اسفر عن مقتل شخص وجرح أكثر من عشرين آخرين، في وقت افادت صحف ان 33 شخصاً قتلوا في احداث عنف متفرقة في الساعات ال 24 الماضية. راجع ص 6 وذكرت وكالة الانباء الاماراتية أ ف ب ان وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة راشد عبدالله النعيمي غادر ابو ظبي مساء امس متوجها الى الجزائر حاملا رسالة من الرئيس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الى نظيره الجزائري اليمين زروال. ولم تكشف الوكالة مضمون الرسالة لكن الامارات اعلنت الاربعاء الماضي استعدادها لمساعدة الجزائر لوقف المجازر ودعت الاسرة الدولية الى التدخل لتحقيق ذلك. وكانت المملكة العربية السعودية دانت مساء اول من امس كل اشكال الارهاب وقالت انها مستعدة للمساهمة في وقف الدم اذا ما طُلب منها ذلك. وعقد الوزير فاتشيت بعد الظهر مؤتمراً صحافياً تلا فيه بياناً عن نتائج محادثات الوفد الذي ضم اليه وزير الدولة للشؤون الخارجية في لوكسمبورغ جورج وولفارت ووزيرة الدولة للشؤون الخارجية في النمسا بنيتا فيريرو - والدنر ومفوض الشؤون المتوسطية في المفوضية الاوروبية مانويل مارين. ورحب فاتشيت في البدء بالحضور الصحافي الكثيف، معتبراً ان "الشفافية مع الاعلام من مصلحة الحكومة الجزائرية". واضاف: "استمعنا الى كل النقاط التي ارادت الحكومة الجزائرية ان تطرحها علينا، بما فيها قلقها من الارهاب". وتابع ان الوفد زار الجزائر محدداً اربعة اهداف هي: "1- متابعة الحوار السياسي الحالي مع الحكومة الجزائرية، والتحدث مع المعارضة الرسمية، لكي نحدد كيف يمكن لأوروبا ان تساهم في تخفيف معاناة الشعب. 2- ... ان نعبّر عن تضامن اوروبا ازاء الارهاب والآلام التي يتحملها الشعب الجزائري. 3- ان ندين الارهاب بكل اشكاله، حيثما ارتكب، وان نؤكد للحكومة الجزائرية تصميم اوروبا على منع الهجمات الارهابية وجلب الارهابيين للمحاكمة. 4- ان نُحسن فهمنا للمشاكل التي تواجهها الحكومة الجزائرية والشعب الجزائري" تمهيداً لاعداد تقرير لوزراء الخارجية الاوروبيين في اجتماعهم في 26 كانون الثاني يناير الجاري. واعلن تحقيق تقدم في النقاط الاربع التي ذكرها. وقال ان الجزائريين تأكدوا "ان ليس عندنا جدول اعمال سري". واشار الى ان بريطانيا دعت وزير الخارجية الجزائري السيد أحمد عطاف الذي وعد بتلبية الدعوة. وتابع ان الحكومة الجزائرية ابدت اهتمامها بتعاون اقتصادي واجتماعي مع اوروبا وباجراء مزيد من المحادثات في شأن الارهاب. وعن حقوق الانسان، قال فاتشيت ان "من مصلحة الجزائر الانفتاح" في هذا المجال. وابدى اسفه لامتناع الجزائر عن توجيه دعوة الى موفدين من الاممالمتحدة في جنيف لزيارتها. واشار الى ان النمسا قررت اعادة فتح بعثتها في الجزائر. والتقى وفد الترويكا الذي كان وصل الى الجزائر مساء الاثنين، الوزير عطاف ومسؤولين في الوزارة. ووصف فاتشيت بعد اللقاء الذي استمر نحو ساعتين المحادثات بأنها ايجابية ومثمرة. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الوزير المنتدب المكلف التعاون والشؤون المغاربية لحسن موساوي قوله: "لقد قدمنا بعض المعلومات للوفد وأعربنا عن قلقنا ازاء الارهاب وامتداده في الخارج. لقد تحدثنا عن التعاون في هذا الموضوع". بعد ذلك التقى الوفد رئيس المرصد الوطني لحقوق الانسان كمال رزاق بارة، فسعيد العياشي مسؤول الهلال الاحمر الجزائري. كذلك التقى الوفد بعض قادة المعارضة البرلمانية: لويزة حنون حزب العمال، عبدالوهاب دربال حركة النهضة، أحمد جداعي جبهة القوى الاشتراكية، وسعيد سعدي التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية. ولم يلتق الوزراء الاوروبيون ممثلي التجمع الوطني وجبهة التحرير وحركة مجتمع السلم باعتبارها ممثلة في الحكومة الائتلافية. كذلك التقى الوفد مديري صحف "الوطن" و"ليبرتي" و"لاتريبون" و"لوماتان" بالفرنسية و"الخبر" بالعربية. وتلقت "الحياة" مساء بياناً من السيد دربال اوضح فيه ان وفد "النهضة" ابلغ الترويكا "رفض اي تدخل اجنبي في الشؤون الداخلية" للجزائر. وقال ان "الجزائر لم تسنفد بعد كل امكاناتها لمعالجة الازمة" وان المعارضة البرلمانية يمكن ان تساهم في ايجاد حل. واضاف ان "البلاد ما زالت لا تعرف حياد الادارة ولا استقلالية القضاء، ولا سيادة القانون".