أظهرت دراسة وضعتها أخيراً «مؤسسة اقتصاد السوق الاجتماعي الجديد»، القريبة من أصحاب العمل الألمان، أن وتيرة النمو في الولايات الألمانية الشرقية، خصوصاً ولايتا برلين وبراندنبورغ، أسرع منه في الولاياتالغربية. وسجّل الباحثون الذي وضعوا الدراسة أن النمو في براندنبورغ، التي كانت تعتبر لسنوات طويلة الولاية الأكثر فقراً وتأخراً في اللحاق بالتطور الحاصل في الولايات الأخرى، أصبحت الآن الأكثر دينامية بين الولايات. واستند الباحثون في تصنيفهم للولايات ال 16 إلى نحو مئة معيار تتمحور حول الإنتاجية، والقوة الشرائية، وسوق العمل، ومن بينها تطوّر البطالة وحجم الضريبة المدفوعة للدولة ما بين عامي 2007 و2010. وأشارت الدراسة إلى أن حجم الضريبة ارتفع في براندنبورغ 16 في المئة، وزاد عدد فرص العمل فيها 5.4 في المئة، واستفادت كثيراً من النمو السريع في ولاية برلين، لافتة إلى أن قيام مؤسسات وشركات في قطاع التقنية البيولوجية يشكّل دعامة قوة اقتصادية، وكذلك بناء «مطار برلين - براندنبورغ» الذي سيبدأ العمل فيه العام المقبل. واحتلت الولاياتالشرقية المراتب الست الأولى بحصولها على ما بين 65.4 نقطة (براندنبورغ) و52.1 نقطة (تورينغن)، فيما حصلت الولاياتالغربية العشر على ما بين 50.5 (هامبورغ) و39.1 نقطة (بادن - فورتمبيرغ) الصناعيتين. وبيّنت الدراسة أن برلين تتحوّل إلى «مدينة دولية» على المستوى الاقتصادي، إذ نما اقتصادها بين عامي 2007 و2010 بمعدل ستة في المئة سنوياً، وهو معدّل النمو الأكبر بين الولايات، كما ارتفع نمو صادراتها وعدد العاملين فيها في شكل لم تشهده الولايات الأخرى. لكن بيانات سوق العمل لأيار (مايو) الماضي، أظهرت أن النمو الاقتصادي في برلين لم يشمل الجميع، وبدرجة أولى العاطلين من العمل، وخصوصاً الشباب منهم. وتفيد البيانات بأن برلين، وبراندنبورغ، ومكلنبورغ - فوربومرن هي الأسوأ مقارنة بالولايات الأخرى، في حين تتصدّر بافاريا، وبادن - فورتمبيرغ، وهامبورغ على التوالي لائحة فرص العمل المتوافرة في البلاد. وفي ما خصّ مستوى المعيشة، احتلت ولايات بادن - فورتمبيرغ وهامبورغ وهسّن الغربية المراتب الأولى، في حين حلّت الولاياتالشرقية في أسفل اللائحة، مع لحظ أن الفروق الكبيرة التي كانت تسجّل سابقاّ تتراجع تدريجاً منذ سنوات.