أكدت التشكيلية السعودية علا حجازي أن انضمامها، بوصفها أول عضو سعودي، إلى جمعية اتحاد فناني أوروبا، يضع على عاتقها مسؤولية كبيرة تجاه بلدها. وتشارك حجازي في المعرض ال19 الذي حمل عنوان «العالم في تغيير» والذي ينظمه الاتحاد في «هاوس أند توم» في مدينة أسن الألمانية، ويجتمع فيه أكثر من 35 فناناً وفنانة من 20 دولة في العالم، إضافة إلى فنانين من دول عربية مثل مصر والكويت والسودان وعمان. وقالت علا في حديث إلى «الحياة»: «المشاركة في الملتقى تحملني الكثير من المسؤولية تجاه بلدي (السعودية)، بعد انضمامي بوصفي أول عضو سعودي في جمعية اتحاد فناني أوروبا. وتنبع أهمية هذا الملتقى من كونه يطرح قضية مهمة، ألا وهي التغيّر السريع الذي قلب حياة العالم، سواء أكان سياسياً أم اجتماعياً أم اقتصادياً، وحتى على الصعيد الإنساني». وزادت: «الالتقاء بفنانين من دول العالم يثري الفنان بصرياً وروحياً، ويكسبه علاقات وثيقة، نتيجة وجوده المستمر في الورشة الفنية للملتقى». وأشارت إلى أنها تشارك في الملتقى بثلاث لوحات «أعبّر فيها عن طريق رسمها لأفلام النجاتيف القديمة مجموعة صور ورموز مختزلة عن ذكريات دافئة التقطها الفرد ببصره واختزنها بذاكرته الروحية، فإذا بالكاميرا الديجيتال تسيطر على عقول الصغار والكبار ماحيةً بتقنياتها السريعة الأفلام القديمة»، لافتةً إلى أنه «من بين الأفلام الأبيض والأسود الماضية، صور متسلسلة مترابطة تلوّن حاضره باللون الزهري؛ كي يصبح مستقبلنا أكثر إشراقاً وتفاؤلاً لغيب قادم لا نعلمه، لكننا نرسمه كي نجدد به ذكرياتنا». من جهتها أوضحت رئيسة جماعة اتحاد الفنانين الأوروبيين التشكيلية الألمانية كارولا تاشلر، أن مشاركة الفنانين العرب مهمة للتعبير من خلال أعمالهم التشكيلية «عمّا يحدث من تغييرات في بلادهم»، لافتةً إلى أن سبب اختيارها لعنوان الملتقى «العالم في تغيير» هو ما يحدث للعالم العربي من ثورات سياسية، وأيضاً ما حدث في اليابان من زلزال تسونامي وتفجيرات المفاعلات النووية، إضافة إلى ما تعانيه المرأة الأوروبية في السنوات الأخيرة، نتيجة الأعباء الأسرية والأزمات الاقتصادية المتلاحقة. واعتبر أستاذ الجرافيك في كلية الفنون الجميلة في جامعة المنيا في مصر أحمد رجب صقر، أن فكرة الملتقى «تأتي مناسبة وموازية لحركات التغيير التي يمر بها وطننا العربي»، متمنياً من الدوائر الثقافية في الدول العربية أن تبتكر أفكاراً مشابهة لهذا الملتقى، وقال: «كم كنت أتمنى أن يكون العرب سبّاقين في تنفيذ مثل هذا الملتقى، كما كانوا دوماً مضيئين الحضارة الإنسانية؛ فيجتمع الفنانون العرب للتعبير بحرية مطلقة عن أفكارهم ورؤاهم حول عالمنا اليوم»، مؤكداً أن العالم «أصبح بلا حدود؛ فالشبكة العنكبوتية تنسج خيوطها على العالم كله؛ ما يحتم علينا ألا نتخلف عن هذا التطور والتغيير الذي يخترقنا كالبرق». وقالت التشكيلية الكويتية ثريا البقصمي: «أنا عضو جماعة اتحاد الفنانين الأوروبيين منذ تأسيسه عام 2003، والملتقى 2011 هو الأكبر من نوعه من حيث تعدد الجنسيات والفنانين المشاركين»، موضحة أن الملتقى «بُني لهذا العام على موضوع مهم ألا وهو «العالم في تغيير»، وهذا الموضوع يمسّنا أكثر، وخصوصاً معايشتنا للربيع العربي والتغييرات التي حدثت في الشارع العربي؛ ولهذا قدمت ثلاثة أعمال تتناول التغيير في رموز الطبيعة والحياة والمرأة العربية التي شاخت لتعيش فرحة انتصار الثورات». واعتبر التشكيلي العُماني يوسف النحوي أن مشاركته في الملتقى «مهمة لتمثيل وطني عُمان، وأستطيع من خلال أعمالي إبراز بعض من التراث العربي؛ فكانت لوحاتي التشكيلية التي رسمتها في الورشة عن الحب والجمال في هذه الحياة التي لا يمكن أن نحياها بسلام دون أمل وحب». يذكر أن الملتقى يشهد عدداً من المحاضرات والندوات والعروض المرئية التوثيقية والفنية، وورش العمل، وورش للأطفال.