يذوق حزب العدالة والتنمية الحاكم مرارة سلاح تسريب التسجيلات السرية التي طالما استخدمها ضد خصومه في المعارضة والجيش، اذ صُدمت الاوساط السياسية في تركيا بتسجيل صوتي لاجتماع ضم رئيس جهاز الإستخبارات هاكان فيدان ومساعده أفة غونيش مع ثلاثة من قادة حزب «العمال الكردستاني» هم زبير آيدار ومصطفى قرة صو وصبري أوك بحضور وسيط أجنبي يتحدث الانكليزية في أوسلو، علماً أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان كان نفى بشدة وجود أي حوار بين حكومته و «الارهابيين». ظهر التسجيل الصوتي على موقع وكالة «فرات الكردية»، لكن المسؤولين عن الموقع المعروف بقربه من الحزب الكردستاني قالوا أنه تعرض للقرصنة. وكان لما جاء في التسجيل وقع الزلزال نظراً إلى ما احتوى عليه، اذ كان واضحاً أنه تلخيص لحوار ساعات، ركز ما سرب منه على حديث المسؤولين الاتراك، بينما كان حديث القادة الأتراك قليلاً ومختصراً. وأكثر ما اثار الانتباه تأكيد رئيس جهاز الإستخبارات أنه يمثل أردوغان، وأنه حاور سابقاً زعيم الحزب عبدالله أوجلان في سجنه، معلقاً أن «السيد أوجلان» يتمتع بعقلية واضحة وصافية، علماً أن في تركيا من حوكم من الاكراد الذين تحدثوا عن أوجلان باحترام مستخدمين صفة «السيد» قبل اسمه كما فعل فيدان، اذ يعتبر القانون التركي ذلك دعماً للارهاب والارهابيين. وكشفت التسجيلات تسهيل الإستخبارات نقل الرسائل بين أوجلان وعناصر حزبه المسلحين في شمال العراق، وأكد المسؤول التركي استعداده لنقل رسائل خطية الى أوجلان. وفي التسجيل اعتراف من فيدان أيضاً بأن الحكومة ضغطت على عدد من القضاة والمدعين العامين لتسهيل دخول عناصر من الحزب الى تركيا لتسليم أنفسهم والحصول على عفو يجنبهم المحاكمة لكن الحكومة لم تستطع ذلك، وانتهى الأمر بالذين سلموا انفسهم في السجن. وفيما لم تعلق الحكومة على التسجيلات التي بدا أن احد القادة الأكراد سجلها سراً، أعلنت الإستخبارات أنها ستصدر بياناً توضيحياً. وعلى الفور سارعت المعارضة الى استجواب الحكومة في البرلمان، مطالبة بتوضيح ومعلومات أكثر، خصوصاً أن التسريب جاء فيما تستعد تركيا لشن عملية برية في شمال العراق للقضاء على معاقل الحزب، بعد أن كثف هجماته على الجيش.