فشلت الضغوط الدولية والعربية في ردع النظام السوري عن القتل ووقف العنف ضد المدنيين، إذ قتل ثمانية مدنيين في اليوم الأول من مهلة الأيام الثلاثة التي أعطتها الجامعة العربية لسورية من أجل وقف القمع مهددة بفرض عقوبات اقتصادية على دمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثمانية مواطنين قتلوا أمس برصاص الأمن بينهم ثلاثة مواطنين وطفل في ريف إدلب (شمال غرب) واثنان في حمص (وسط) ومدني وطفلة بإطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذها الأمن في دير الزور وريفه (شرق). وبالتزامن مع ذلك هاجمت «مجموعة من المنشقين بقواذف آر. بي. جي مقر رابطة شبيبة الثورة (الحكومي) الذي يتجمع فيه عناصر الأمن السوري في معرة النعمان» (ريف ادلب) بحسب المرصد الذي أضاف أن المنشقين «اشتبكوا مع عناصر الأمن المتمركزين حول المقر». من جهة أخرى، قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين أشتون دعت الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى الحضور للمشاركة في محادثات حول سبل زيادة الضغوط على النظام السوري. وقال المسؤول في تصريح صحافي دون الكشف عن اسمه أن أشتون طلبت من العربي حضور اجتماع لوزراء خارجية بلدان الاتحاد «في المستقبل القريب، لو أمكن يكون الاجتماع المقبل المقرر عقده في الأول من ديسمبر (كانون الأول)».. ودعت كاثرين أشتون الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي وسط تزايد الضغوط على النظام لإنهاء العنف. إلى ذلك، أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية رياض الشقفة في إسطنبول أن السوريين مستعدون للقبول بتدخل تركي في بلادهم لحماية المدنيين من أعمال العنف التي يرتكبها نظام دمشق. وقال الشقفة في مؤتمر صحافي إن «الشعب السوري سيقبل بتدخل (في سورية) من تركيا أكثر من الغرب إذا كان الأمر يتعلق بحماية المدنيين». وتابع قائلا: «قد نحتاج لطلب المزيد من تركيا لأنها جارة»، بدون أن يوضح طبيعة التدخل الذي تأمل الجماعة فيه. وأضاف: «لو قام النظام الدولي بعزل النظام السوري من خلال طرد سفراء سورية وسحب سفرائه في دمشق سيتكفل الشعب السوري بإسقاط النظام لأنه سيتفكك ويسقط بسرعة».. كما انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المجموعة الدولية التي لم تتصد بالحزم الكافي لقمع المعارضة في سورية، مؤكدا أن ذلك ما كان ليحصل لو كانت سورية تنتج مزيدا من النفط. وقال أردوغان في منتدى إقليمي في اسطنبول «يبدو أن سورية لم تحصل من المجموعة الدولية على الاهتمام والحرص اللذين تستحقهما لأنها ليست غنية بالقدر الكافي بموارد الطاقة».