يبحث مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم إقرار مشاريع قرارات رفعها المندوبون الدائمون بعد اجتماعات استغرقت يومين، وعلى رأسها دعم التوجه الى الأممالمتحدة للاعتراف بدولة فلسطين وحصولها على العضوية الكاملة، ومطالبة الولاياتالمتحدة بعدم عرقلة هذا التوجه، علماً ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يشارك في اجتماعات اليوم. وكانت روسيا أعلنت امس انها ستدعم اي قرار يتخذه الفلسطينيون في شأن الاعتراف بفلسطين. على خط مواز، تفتتح اليوم الدورة ال 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستكون الاولى منذ الربيع العربي، ويتوقع لها ان تكون دورة فلسطين. ويصادف ان يترأس مندوب قطر الدائم لدى الاممالمتحدة السفير ناصر النصر هذه الدورة اثناء السعي الى عضوية فلسطين في الاممالمتحدة أو الاعتراف بدولة فلسطين. وقال في مقابلة اجرتها معه «الحياة» (نصها صفحة 5) ان «الفلسطينيين لم يحسموا أمرهم بعد في شأن الذهاب إلى الأممالمتحدة أو مجلس الأمن للاعتراف بالدولة»، معتبراً ان أي خطوة يتخذها الفلسطينيون في هذا الصدد هي في مصلحتهم. ومن المقرر أن يشارك رؤساء وملوك وشيوخ من قطر والسلطة الفلسطينية ولبنان والأردن والمغرب والجزائر والعراق والصومال. وستشارك السعودية وسورية ومصر واليمن في وفود يرأسها وزراء خارجية أو وزراء. وسيحضر كل من الرؤساء الاميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي والروسي ديمتري ميدفيديف والإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون واردوغان ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، وسيمثل دولة جنوب السودان رئيسها سالفا كير. وكان المندوبون الدائمون لدى الجامعة العربية اقروا مشاريع القرارات التي سترفع إلى وزراء الخارجية العرب اليوم. وصرح مندوب فلسطين في الجامعة العربية، رئيس اجتماع المندوبين الدائمين بركات الفرا بأنه تم التأكيد خلال الاجتماع على أهمية التوجه العربي إلى الأممالمتحدة، خصوصا مجلس الأمن أولاً، وإذا حدث استخدام ل «فيتو أميركي» متوقع، فسيتم الذهاب إلى الجمعية العامة. وأطلعت «الحياة» على نسخة من مشاريع القرارات، ومن بينها دعم القرار العربي بالتوجه لتقديم طلب الى الاممالمتحدة للاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف والحصول على العضوية الكاملة، ودعوة الأمانة العامة للجامعة العربية وكل الدول الأعضاء الى بذل الجهود لحشد الدعم الدولي لهذا الطلب. كما طالبت الولاياتالمتحدة بعدم استخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن ضد القرار العربي، ودعتها ودول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بدولة فلسطين، كما دعت اللجنة الرباعية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية وطالبتها بالضغط على إسرائيل للكف عن انتهاكاتها للشرعية الدولية. وأكدت مشاريع القرارات أن السلام العادل والشامل في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين استناداً إلى المبادرة العربية. وحمّلت إسرائيل المسؤولية الكاملة لتعثر عمليه المفاوضات، ورفضت مطالبتها بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل. كما استنكرت استخدام «الفيتو» الاميركي في مجلس الامن ضد مشروع القرار العربي لادانة الاستيطان. ورفضت تقرير الأممالمتحدة في شأن العدوان الإسرائيلي على اسطول الحرية في المياه الدولية، كما رفضت أي محاولات لتغيير اسم «وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (اونروا). وأكدت ضرورة انعقاد القمة العربية القادمة في العراق في موعدها المحدد في آذار (مارس) 2012. في غضون ذلك، عقدت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اجتماعاً على المستوى الوزاري في القاهرة امس برئاسة رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وبحضور الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أوصت خلاله بالتوجه الى الأممالمتحدة للحصول على اعتراف بدولة فلسطين، وهي التوصية التي ستُعرض على الاجتماع الوزاري الموسّع اليوم.