قررت لجنة المتابعة العربية التوجه الى الأممالمتحدة لطلب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية ومنحها عضوية كاملة في المنظمة، فيما كشفت مصادر ديبلوماسية غربية ل»الحياة» أن الاتحاد الاوروبي وقف وراء إحباط صدور بيان عن الاجتماع الأخير ل»اللجنة الرباعية الدولية» بناء على طلب فلسطيني. وأعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الوزاري للجنة المتابعة للمبادرة العربية للسلام في الدوحة أمس ان اللجنة «قررت التوجه الى الاممالمتحدة لدعوة الدول الاعضاء للاعتراف بالدولة الفلسطينية والتحرك لتقديم طلب العضوية الكاملة في كل من الجمعية العامة ومجلس الامن». وجاء في البيان الذي تلاه العربي في اختتام الاجتماع الذي ترأسته قطر ممثلة برئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ان رئيس اللجنة (قطر) والامين العام للجامعة العربية ومصر والاردن والسلطة الفلسطينية «ومن يرغب بالالتحاق»، سيقومون بمتابعة هذا القرار. ولم يقدم البيان إطاراً زمنياً يشير إلى أن التنفيذ سيتم وقت انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل، فيما أوضح مسؤول فلسطيني شارك في اجتماع لجنة المتابعة أن الجامعة العربية عينت لجنة لتحديد المواعيد. وستتطلب العضوية الكاملة في الأممالمتحدة موافقة مجلس الأمن، إلا ان الولاياتالمتحدة، الحليفة الوثيقة لإسرائيل، هددت باستخدام الفيتو لمنع صدور أي قرار كهذا. واكد البيان ان هذه الاطراف «ستقوم بمتابعة الموقف واتخاذ ما يلزم من خطوات لحشد الدعم المطلوب للاعتراف بالدولة الفلسطينية وبعاصمتها القدسالشرقية» ووفق «حدود 1967». وأكدت اللجنة «الموقف العربي بأن خيار السلام العادل والشامل مع اسرائيل لن يتحقق الا بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي العربية المحتلة الى خطوط الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 ... واقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية وايجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين». كما قررت اللجنة ان يبقى اجتماعها مفتوحاً لمتابعة التطورات. من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان «117 دولة تعترف الان بالدولة الفلسطينية» وان هدف اجتماع الدوحة هو «تعزيز الدعم العربي لحصول دولة فلسطين على عضوية الاممالمتحدة». واعتبر عريقات ان رفض الرئيس باراك اوباما لهذا التحرك في الاممالمتحدة «غير قانوني»، مشيراً الى «ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو هو الوحيد الرافض للاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية». من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة على هامش الاجتماع انه «يجب ان نذهب الى الاممالمتحدة بآليات محددة قررتها اللجنة الوزارية، بالفيتو الاميركي ومن دونه، لن نتنازل عن حقنا». ودعت السلطة الفلسطينية الاربعاء الولاياتالمتحدة الى التراجع عن قرارها استخدام حق النقض في مجلس الامن لمنع الاعتراف بدولة فلسطينية. وتسعى السلطة الفلسطينية الى تقديم طلب الى الجمعية العمومية للامم المتحدة والى مجلس الامن في ايلول المقبل للاعتراف بالدولة الفلسطينية رغم ابلاغها رسمياً بان الولاياتالمتحدة تنوي استخدام الفيتو ضد أي قرار دولي من هذا القبيل. وتؤيد اميركا اقامة دولة فلسطينية الا انها تطالب بأن يتم الاعتراف بهذه الدولة من خلال المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. ويبدي الفلسطينيون، الذين يتمتعون في الوقت الحالي بوضع «مراقب» في الأممالمتحدة، تصميماً على الطلب من الأممالمتحدة في أيلول الموافقة على السيادة على قطاع غزة والضفة الغربيةوالقدسالشرقية اللتين تحتلهما إسرائيل. وفي ضوء المعارضة الشديدة لاسرائيل والولاياتالمتحدة وتهديد واشنطن باستخدام الفيتو، قد يختار الفلسطينيون تطويراً محدوداً لعضويتهم إلى وضع «دولة غير عضو» والذي يتطلب موافقة الجمعية العامة فقط. على صعيد آخر، كشفت مصادر ديبلوماسية غربية ل»الحياة» أن الاتحاد الاوروبي وقف وراء إحباط صدور بيان عن اجتماع «اللجنة الرباعية الدولية» في واشنطن الثلثاء بناء على طلب فلسطيني. وقالت المصادر إن مفوضة العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون تبنت الموقف الفلسطيني، وقاتلت بشدة من أجل عدم صدور البيان. وكانت اللجنة بحثت في إجتماعها الثلثاء إصدار بيان يدعو الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى العودة الى المفاوضات. وفي محاولة لاظهار توازن بين مطالب اللجنة من الجانبين تضمن مشروع البيان دعوة إسرائيل لقبول التفاوض على أساس خط الرابع من حزيران (يونيو) عام 67، ودعوة الفلسطينيين الى قبول يهودية دولة إسرائيل. ويرفض الفلسطينيون الاعتراف بيهودية إسرائيل معتبرين هذا المطلب محاولة من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للتخلص من مليون ونصف مليون فلسطيني في الدولة العبرية، وتجريد ملايين اللاجئين الفلسطينيين من حقهم في العودة. وقالت المصادر ان رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض أجرى اتصالات مكثفة مع آشتون لهذا الغرض.