دمشق، باريس، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان الرئيس السوري بشار الاسد «تسبب بأضرار لا سبيل لاصلاحها» من خلال قمع المحتجين، مؤكداً ان «فرنسا وشركاءها سيفعلون كل ما هو ممكن قانونياً من اجل تحقيق تطلعات الشعب السوري الى الحرية والديموقراطية». وتأتي تصريحات ساركوزي فيما تواصل قوات الأمن السورية قمع الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام، إذ شنت قوات الأمن حملة اعتقالات في أنحاء مختلفة في سورية واعتقلت العشرات، بينهم المحامي مصطفى سليمان وزوجته في حلب، فيما وصل عدد قتلى الاحتجاجات في شهر رمضان في أنحاء سورية الى 473 شخصاً بينهم 360 مدنياً و 113 عنصراً من الجيش وقوى الأمن الداخلي، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان». ولفتت منظمة العفو الدولية الى ارتفاع كبير في عدد الوفيات في السجون السورية هذا العام. وقال ساركوزي في كلمة القاها أمس في افتتاح مؤتمر سنوي لسفراء فرنسا ان «»يخطىء النظام السوري ان اعتقد ان شعبه يحميه»، ولفت الى ان «الرئيس السوري ارتكب ما لا يمكن اصلاحه. فرنسا وشركاؤها سيفعلون كل ما هو ممكن قانونياً من اجل تحقيق تطلعات الشعب السوري الى الحرية والديموقراطية». وعبر ساركوزي عن أمله بأن تتحدث دول الاتحاد الاوروبي السبع والعشرون بصوت واحد بشأن مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في ايلول (سبتمبر) في الاممالمتحدة. وقال «علينا ان نتحمل مسؤولياتنا معا. فرنسا ستتخذ مبادرات، نحن نريد وحدة اوروبا». ميدانياً، افاد ناشطون سوريون معارضون بأن قوات الامن شنت حملة مداهمات في العديد من المناطق، خصوصاً محافظة حمص وحماة أسفرت عن اعتقال العشرات. وذكر المحامي والناشط الحقوقي ابراهيم ملكي في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» أمس ان «عناصر من الامن مدججة بالسلاح اقتحمت مكتب المحامي مصطفى سليمان منتصف ليل الاثنين - الثلثاء في حلب واعتقلته مع زوجته وشخص زائر» واقتادته الى مكان مجهول. وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» ومقره لندن، أفاد بأن قوات الامن السورية اقتحمت صباح امس بلدة الحولة في محافظة حمص «واعتقلت 16 شخصاً». واضاف ان الحملة الامنية «تأتي اثر الغضب الذي ساد في الحولة بعد تسلم الاهالي قبل يومين جثامين 13 من ابنائهم الذين خطفتهم قوات الامن خلال الاسبوع الاول من الشهر الجاري». ونقل المرصد عن ناشط في الحولة تأكيده ان «خمسة من الشهداء على الاقل كانوا على قيد الحياة لدى خطفهم». وكانت منظمة العفو الدولية افادت في تقرير ان عدد الوفيات في السجون السورية سجل ارتفاعا كبيراً في العام 2011 مشيرة الى أن «أكثر من 88 شخصاً قضوا نحبهم في الحجز خلال حملة قمع دموية ضد المحتجين المؤيدين للاصلاح دامت خمسة أشهر» الى ذلك، أفاد سكان في مدينة حماة (وسط سورية) بأن جنوداً من الجيش السوري تعززهم دبابات داهموا ليل اول من أمس منازل في حيين رئيسيين في المدينة هما القصور والحميدية بحثاً عن نشطاء، علماً بأن السلطات السورية أعلنت انسحاب الجيش من حماة الشهر الماضي بعد هجوم استمر عشرة ايام لسحق الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية. وذكر ناشط بالمدينة يدعى عبد الرحمن أن «هذين الحيين من بين الاحياء الاكثر نشاطاً في تنظيم الاحتجاجات». الى ذلك، أوضح «المرصد» انه بين القتلى ال 473 في شهر رمضان 28 شخصاً «قضوا تحت التعذيب أو خلال الاعتقال غالبيتهم من محافظة حمص»، وأن بينهم 25 شخصاً دون سن الثامنة عشرة و 14 امرأة. وزاد ان هذه الحصيلة «لا تشمل الشهداء الذين سقطوا خلال العمليات العسكرية في مدينة حماة من 3 إلى 10 آب (اغسطس) الجاري بسبب صعوبة التوثيق». على صعيد آخر، عرب دميتري روغوزين مندوب روسيا الدائم لدى حلف حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن الحلف لن يخوض عمليات عسكرية ضد سورية «لأن ذلك سينعكس على أمن إسرائيل».