دمشق، عمان، لندن - أ ف ب، رويترز - افاد ناشطون سوريون معارضون، أن قوات الامن شنت حملة مداهمات في العديد من المناطق، خصوصاً محافظة حمص وحماة، أسفرت عن اعتقال العشرات، كما اقتحم عناصر من الامن مكتب المحامي مصطفى سليمان في حلب واقتادته الى مكان مجهول. وذكر المحامي والناشط الحقوقي ابراهيم ملكي في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» أمس، أن «عناصر من الامن مدججة بالسلاح اقتحمت مكتب المحامي مصطفى سليمان منتصف ليل الإثنين الثلثاء في حلب واعتقلته مع زوجته وشخص زائر». وأشار الناشط الى ان «عناصر الامن عبثت بمحتويات المكتب وملفاته واستولت عليها». وأضاف المحامي: «راجعنا اليوم (أمس) الجهات المعنية في شرطة العزيزية، التي رفضت تنظيم ضبط بالواقعة، كما اخبرنا فرع النقابة في حلب التي لم تحرك ساكناً»، لافتاً الى ان «ذلك مناف للقانون». ونقل ملكي عن رئيس مخفر العزيزية، أن «ليس بإمكانه فعل شيء أمام الاجهزة الامنية». واعتبر ملكي «ان الاجهزة الامنية، الى جانب توغلها في عملها، أقصت بذلك القضاء والشرطة المدنية عن القيام عملها». وناشد المحامي «السلطات السورية الكشف عن مصير سليمان وإنقاذ حياته»، لافتاً الى انه «يعاني من مشاكل صحية». وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» أفاد بأن قوات الامن السورية اقتحمت صباح الاربعاء بلدة الحولة في محافظة حمص «ونفذت حملة مداهمة ترافقت مع تحطيم لأثاث بعض المنازل، وأسفرت عن اعتقال 16 شخصاً». وأضاف المرصد ان الحملة الامنية «تأتي اثر الغضب الذي ساد في الحولة بعد تسلم الأهالي قبل يومين جثامين 13 من أبنائهم الذين خطفتهم قوات الامن خلال الاسبوع الاول من الشهر الجاري». ونقل المرصد عن ناشط في الحولة تأكيده ان «خمسة من الشهداء على الاقل كانوا على قيد الحياة لدى خطفهم». وكانت منظمة العفو الدولية أفادت الثلثاء في تقرير، ان عدد الوفيات في السجون السورية سجل ارتفاعاً كبيراً في العام 2011، معتبرة ان ذلك يشكل «امتداداً للازدراء الوحشي للحياة البشرية نفسه» في سورية. الى ذلك، أفاد سكان في مدينة حماة (وسط سورية)، بأن جنوداً من الجيش السوري تعززهم دبابات، داهموا ليل اول من أمس منازل في حيين رئيسيين في المدينة بحثاً عن نشطاء، علماً بأن السلطات السورية أعلنت انسحاب الجيش من حماة الشهر الماضي بعد هجوم استمر عشرة ايام لسحق الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية. وأبلغ ناشط بالمدينة يدعى عبد الرحمن «رويترز» عبر الهاتف، بأن «بضع دبابات خفيفة وعشرات من الحافلات الصغيرة والكبيرة رابطت عند جسر الحديد في المدخل الشرقي لحماة (205 كلم شمال دمشق)، ثم تقدم مئات الجنود سيراً على الإقدام الي حيي القصور والحميدية، حيث سمعت اصوات طلقات نارية»، ولفت الى ان «هذين الحيين من بين الأحياء الأكثر نشاطاً في تنظيم الاحتجاجات». وقال ساكن آخر إن شاحنات صغيرة مكشوفة مثبت عليها رشاشات وحافلات تعج بجنود من الجيش، احتشدت أيضاً خلال ليل أول من أمس قرب حي الضاهرية عند المدخل الشمالي لحماة. ودخلت الدبابات والجنود حماة، التي يبلغ عدد سكانها 700 ألف نسمة، عشية شهر رمضان في 31 تموز (يوليو) وقتلت، وفقاً لبيانات ناشطين معارضين، 130 مدنياً في اليوم الاول في هجومها على المدينة. وأعلنت السلطات الرسمية انسحاب القوات بعد 10 أيام. وفي محافظة ادلب (شمال غربي سورية) على الحدود مع تركيا، قال نشطاء ان جنوداً سوريين اطلقوا النار على قروي يدعى حازم الشيهادي عند نقطة تفتيش ليل أول من أمس، فأردوه قتيلاً قرب بلدة كفروما، حيث حدثت انشقاقات متزايدة في الجيش. وكانت «الشبكة الاورومتوسطية لحقوق الانسان» ذكرت في بيان انه تم ايواء نحو 7000 لاجئ سوري، معظمهم فروا من هجمات الجيش على بلداتهم وقراهم في ادلب، في ستة معسكرات بإقليم هاتاي عبر الحدود مع تركيا، فيما أعلنت السلطات السورية ان معظم اللاجئين الذين فروا الى تركيا، والذين قدرت عددهم بأكثر من 10 آلاف، عادوا الى منازلهم في ادلب بعد ان قامت القوات «بتطهير» بلدة رئيسية في المحافظة من «جماعات ارهابية مسلحة». وقال نشطاء ان تظاهرات خرجت في أرجاء البلاد الثلثاء بعد صلاة عيد الفطر، وخصوصاً في ضواحي دمشق ومدينة درعا حمص وفي محافظة ادلب، واجهتها قوات الأمن بإطلاق الرصاص ما أدى الى مقتل 7 أشخاص. الى ذلك، يتحدث ناشطون عن ارتفاع عدد المنشقين في صفوف القوات المسلحة السورية، مشيرين الى انه في حرستا، وهي احدى ضواحي دمشق، انشق عشرات الجنود في مطلع الاسبوع بعد أن رفضوا اطلاق النيران على المحتجين. ويقول الناشطون ان معظم المنشقين فروا الى تركيا أو لجأوا الى بلداتهم وقراهم مما ترتب عليه قيام القوات الموالية للاسد بمداهمتها، وفي بعض الاحوال الى وقوع اشتباكات مسلحة. وقال محلل سياسي سوري في دمشق طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «معظم المنشقين يلزمون الصمت، لا يمكنهم الحصول على اسلحة أو دعم الخارج، فلا يريد جيران سورية رؤية صراع مسلح في البلاد يمكن ان يستغرق حسمه سنوات». وقال رضوان زيادة، وهو معارض سوري يقيم في الولاياتالمتحدة، إن جهاز أمن القوات الجوية السورية، وهي وحدة شرطة سرية قامت بدور رئيسي في قمع الاحتجاجات، اعتقل شقيقه في دمشق. وكان التلفزيون الحكومي السوري بث مساء الثلثاء تسجيلاً صوتياً لاثنين من «الارهابيين»، يكشف عن «أجندة كاملة للاستفزاز واستهداف معسكرات الجيش والشرطة وترهيب المواطنين المسالمين باسم الحرية» كما قال.