واصلت جماعة سلفية متشددة تستلهم فكر تنظيم «القاعدة» إطلاق الصواريخ على بلدات اسرائيلية، غير آبهة بالتهدئة التي التزمتها فصائل المقاومة الفلسطينية كافة، في وقت قالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» ان الرئيس محمود عباس (ابو مازن) اتصل هاتفياً بزعيم حركة «الجهاد الاسلامي» رمضان شلّح بالتوازي مع اتصالات مصرية بهدف «تثبيت» الوصول الى تهدئة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل في غزة، مشيرة الى ان شلّح شدد على «تبادلية التهدئة». وكانت القاهرة تدخّلت لدى «الجهاد» وبقية الفصائل لتجديد التهدئة في غزة بعد تصعيد الاسبوع الماضي، ما أسفر عن ترتيب زيارة عاجلة لشلّح للقاهرة حيث التقى مدير المخابرات المصرية مراد موافي ومساعديه. ونقلت المصادر الفلسطينية عن الجانب المصري قوله بضرورة «الا تُستدرج الفصائل الفلسطينية الى المساعي الاسرائيلية للتصعيد لأسباب داخلية، ذلك ان بعض الاسرائيليين يريد الخروج من أزمة داخلية عبر تصعيد خارجي»، الامر الذي قابله شلّح بالتأكيد على حرص الفصائل على «عدم التصعيد ودفع القاهرة الى المواجهة حالياً، مع التأكيد على حرص الشعب الفلسطيني على ان يدافع عن نفسه»، مضيفاً انه «رغم الخلل في ميزان القوى، هناك معادلة تؤذي الاسرائيلي تقوم على ان دائرة الاستهداف يمكن ان ترتفع اذا لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني». وفي سياق الاتصالات، تلقى شلّح اتصالاً من عباس الذي دعا الى ضرورة «ضبط النفس وعدم الاستدراج الى المربع الاسرائيلي كي تظهر (اسرائيل) على انها الضحية»، الامر الذي قابله شلّح بالتأكيد على ان سياسة «الجهاد» تقوم على ذلك «غير ان اسرائيل تريد دائماً القول انها صاحبة اليد العليا فتقتل من تشاء، والجهاد لن تقبل بذلك، غير انها ملتزمة مصالح الشعب الفلسطيني». وشبّه شلّح السلوك الاسرائيلي ب «حمل يتيم، وهو محتل وغير يتيم، يرضع من كل النعاج ويبقى باكياً». ونتيجة كل الاتصالات، جرى التوصل الى «تهدئة تبادلية» بحيث تبقى فصائل المقاومة ملتزمة طالما ان اسرائيل ملتزمة عدم استهداف عناصر المقاومة والشعب الفلسطيني. وأشارت المصادر الى ان اسرائيل «خرقت التهدئة وقتلت عنصرين وقصفت نادياً رياضياً، ما استدعى تجديد الاتصالات من جانب المصريين مع الفصائل» الى حين تجديد الوصول الى «تهدئة تبادلية» ليل السبت - الاحد. اطلاق صواريخ ميدانياً، أعلنت جماعة «التوحيد والجهاد» السلفية في غزة مسؤوليتها عن اطلاق صاروخ «غراد» على مدينة بئر السبع صباح أمس، كما سقط صاروخ آخر ليل السبت - الأحد في منطقة مفتوحة في المجلس الأقليمي «شاعار هنيغيف» في النقب الغربي. وقالت الجماعة في بيان إن اطلاق الصاروخ يأتي «رداً على اغتيال قادة لجان المقاومة» في 18 الجاري بعد ساعات على عملية ايلات التي قتل فيها ثمانية اسرائيليين. كما أعلنت أنها أطلقت عشرة صواريخ منذ عملية الاغتيال. وقالت مصادر صحافية اسرائيلية إن صاروخ «غراد» أُطلق من قطاع غزة سقط في منطقة مفتوحة قرب مدينة بئر السبع جنوب اسرائيل، من دون وقوع مصابين أو اضرار.