تضاربت الأنباء في شأن التوصل الى تهدئة بين إسرائيل وقطاع غزة تنهي أربعة أيام من التصعيد العسكري المتبادل. ففي حين أكدت مصادر في حركة «حماس» التوافق بين فصائل المقاومة على التهدئة بانتظار الرد الإسرائيلي عليها، كشفت مصادر فلسطينية اخرى ان «حماس» تدرس عرضاً من مصر والامم المتحدة باستعادة التهدئة، في وقت رفضت «لجان المقاومة الشعبية» التزام اي تهدئة، مصرة على الثأر لاغتيال قادتها الخمسة. في هذه الأثناء، التزمت اسرائيل الصمت والتكتم إزاء خططها تجاه قطاع غزة تجنباً لأزمة أعنف مع مصر، لكنها شنّت فجر امس حملة اعتقالات واسعة في صفوف «حماس» في الخليل وبيت لحم في الضفة الغربية طاولت اكثر من 120 شخصاً، فميا رجحت مصادر الحركة ان تكون الاعتقالات جاءت على خلفية هجمات إيلات. وعلى صعيد التهدئة، قالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» في غزة إن «حماس تدرس حالياً عرضاً مصرياً ومن الأممالمتحدة بالعودة الى حال التهدئة». واوضحت أن «مسؤولين مصريين وممثلين عن الأممالمتحدة قدموا اقتراحاً بأن تبدأ التهدئة عند التاسعة من ليل الأحد - الأثنين»، مشيرة الى أن «حماس تدرس داخلياً ومع بقية فصائل المقاومة الاقتراح، قبل أن تعطي جواباً نهائياً». وأكدت أن «اسرائيل لم توافق على هذا الاقتراح حتى الآن». غير ان مصادر موثوقة في «حماس» اكدت ل «الحياة» في القاهرة ان الحركة «معنية بالتهدئة، وأبلغْنا الاسرائيليين من خلال المسؤولين المصريين التزامنا التهدئة ووقف اطلاق الصواريخ تأكيداً لمبدأ تهدئة في مقابل تهدئة». واوضحت ان «حماس اجرت مشاورات مع كل فصائل المقاومة الفلسطينية بلا استثناء»، مؤكدة ان الفصائل «ابدت استعدادها التزام التهدئة ووقف اطلاق الصواريخ». ولفت الى ان حركة «الجهاد الاسلامي» اكدت ايضا التزامها التهدئة لكنها لم تلتزمها على الارض، علماً ان وفداً رفيعاً من «الجهاد» برئاسة أمينها العام رمضان شلّح ونائبه زياد نخالة يصل الى القاهرة اليوم للتشاور في مسألة وقف النار. في هذه الاثناء، اعلنت «لجان المقاومة الشعبية» رفضها التزام التهدئة مع إسرائيل، متوعدة إياها بدفع «ثمن باهظ» لاغتيال أمينها العام كمال النيرب وقائدها العسكري عماد حماد وثلاثة من كبار قادتها. وقال الناطق باسمها «أبو مجاهد» ل «الحياة» مساء أمس انها «لا يمكن أن تلتزم أي تهدئة مع العدو بعد اغتيال قادتها، بل على العكس سنجعل العدو يدفع ثمناً باهضاً لجريمته خلال الأيام المقبلة». وفي انتظار التهدئة، شنّت إسرائيل غارات محدودة على قطاع غزة امس استهدفت مواقع ومنشآت مدنية وامنية، وادت الى اصابة 7 فلسطينيين، في حين اعلن الجيش الاسرائيلي سقوط نحو 17 صاروخاً وقذيفة هاون أطلقت من غزة منذ ليل السبت - الأحد واسفرت عن مقتل اسرائيلييْن في بئر السبع، كما أُعلنت حال الاستنفار في المدينة وسُمع دوي انفجارات الى جانب دوي صافرات الإنذار، وهرع الآلاف الى الملاجئ، ونزحت عائلات. وكانت الاذاعة الاسرائيلية اشارت الى ان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو منح الجيش ضوءا أخضر في ختام مشاورات امنية لاستمرار العمليات في القطاع، مضيفة ان وزير الدفاع ايهود باراك توعد غزة برد «صعب ومؤلم». غير ان مصادر سياسية وامنية استبعدت تطور الوضع في غزة الى حرب واسعة، في وقت قال معلقون اعلاميون ان رد الفعل المصري على عملية عسكرية واسعة في القطاع سيكون مغايرا لما كان عليه قبل الثورة. على هذه الخلفية، اصدر نتانياهو تعليمات لوزرائه بعدم الادلاء بأي تصريح اعلامي يتناول العلاقات بين اسرائيل ومصر او التصعيد في غزة ل «تفادي مزيد من التوتر في العلاقات مع مصر» بعد غضبها على تصريحات اطلقها مسؤولون اسرائيليون عن «تراجع السيطرة المصرية على سيناء»، ودعوات الى تحرك الجيش على الحدود مع سيناء لمنع هجمات مثل ايلات. ورداً على ذلك، اصدر المجلس الاعلى للقوات المسلحة في مصر بياناً امس جاء فيه ان «أمن سيناء شأن مصري خالص لا تقبل مصر فيه اي تدخل بالفعل او بالتصريح او بالرأي من اي طرف خارجي».