ساد هدوء نسبي قطاع غزة أمس بعدما التزمت فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل تهدئة عملت مصر جاهدة على تثبيتها في الأيام الثلاثة الماضية. وخرقت إسرائيل التهدئة مراراً وتكراراً من خلال شن غارات جوية على نشطاء، خصوصاً من «سرايا القدس» الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي» التي ردت في شكل واسع على الهجمات الإسرائيلية. وأعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى أن مسلحيها أطلقوا الاثنين عدداً من صواريخ «غراد» على مدينة عسقلان، في وقت كانت طائرات الاحتلال تجوب سماء القطاع بكثافة، خصوصاً طائرات الاستطلاع من دون طيار المزودة بالصواريخ، ويطلق عليها الفلسطينيون اسم «الزنانة». في الأثناء، قالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» إن الجهود المصرية حالت دون توسيع إسرائيل عملياتها العدوانية في القطاع، من خلال اتصالات مكثفة أجرتها مع إسرائيل وحركتي «الجهاد الإسلامي» و «حماس» لالتزام تهدئة متبادلة ومتزامنة. كما شارك في هذه الجهود المبعوث الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سري، الذي أجرى اتصالات مع إسرائيل و «حماس» أيضاً لتثبيت التهدئة الهشة المتقطعة التي كانت سائدة خلال السنوات الماضية. وقال ممثل مصر لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان إن مصر نجحت في منع عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة، في وقت استمرت إسرائيل في خرق التهدئة الهشة المعلنة من جانب الفصائل الفلسطينية. وأضاف عثمان أن «الجهود المصرية لإعلان التهدئة نجحت في ضمان عدم تكرار عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، ومنع التصعيد المتبادل وتدحرج الأمور نحو مزيد من التصعيد». وأشار إلى أن مصر تكثف جهودها حالياً للتوصل إلى تهدئة كاملة ووقف الخروق التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، مثمناً موقف الفصائل التي لا تنساق وراء الاستفزازات الإسرائيلية. وجاءت تصريحات عثمان في وقت أكد المتحدث باسم «الجهاد الإسلامي» داوود شهاب ل «الحياة» التزام الحركة التهدئة «طالما التزمتها إسرائيل». وكانت مصر نجحت في تثبيت تهدئة جديدة بدأ سريانها عند العاشرة من ليل الأحد الاثنين، إلا أن الطائرات الحربية الإسرائيلية اخترقتها وردت أجنحة عسكرية بإطلاق صواريخ على بلدات إسرائيلية. وقال شهاب: «نحن لم نبادر إلى التصعيد، الاحتلال هو الذي بادر من خلال اغتيال عدد من مقاومينا، والمشكلة عند الاحتلال إذا أوقف عدوانه على القطاع نحن ملتزمون التهدئة، وفي حال واصل العدوان سندافع عن شعبنا وأنفسنا». واعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤول فرعها في القطاع كايد الغول أن «التصعيد الأخير جزء من سياسة إسرائيلية مبرمجة ضد أبناء شعبنا، علاوة على أن دولة الاحتلال تهدف من ورائه إلى استعادة هيبتها التي اهتزت بفعل التطورات الأخيرة وعلى رأسها صفقة تبادل الأسرى وما رافقها من تطورات أكدت على خيار المقاومة واستمراره كوسيلة لتحقيق أهداف شعبنا».