حذر خبراء روس من تدهور محتمل للوضع الأمني في داغستان، بعد تعرض الجمهورية القوقازية لسلسلة هجمات تفجيرية ومواجهات مع متشددين خلال الأيام الأخيرة. ولفت خبير أمني تحدث إلى وسائل إعلام روسية أمس، إلى مؤشرات لاحتمال زيادة سخونة الموقف في داغستان، معلناً أن «مدن داغستان باتت تشهد مواجهات أو تفجيرات يومية تقريباً». ولم يستبعد الخبير عمل مجموعات من المسلحين المتشددين على لفت الأنظار لنشاطها من أجل جذب متطوعين ومساعدات مالية من خارج روسيا. وكانت منطقة ميتاكي القريبة من مدينة ديربينت شهدت مواجهات عنيفة مع مجموعة مسلحة خلال اليومين الماضيين وتنفيذ تفجيرين مزدوجين استهدفا مجمعاً تجارياً اسفر عن عشرات الجرحى. ولجأت السلطات إلى زج وحدات عسكرية إضافية كما أعلنت إغلاق المنطقة وتحويلها إلى «منطقة عمليات عسكرية لمواجهة الإرهاب». وبالتزامن مع التطورات الميدانية، قالت مصادر أمنية روسية إن الأجهزة الخاصة أحبطت أخيراً مخططاً لتفجير قطار سريع يربط بين موسكو وعاصمة الشمال سان بطرسبرغ. وتعتقد الأجهزة الخاصة بأن حوالى 700 مسلح ينشطون حالياً في المناطق الجبلية والغابات المحيطة بمدن داغستان، لكن السلطات المحلية تنفي صحة المعلومات وتعتبر أن الأرقام المعلنة «مبالغ بها». يذكر أن داغستان وجمهورية أنغوشيا المجاورتين للشيشان تحولتا إلى مركزين للثقل الأساسي للمتشددين المسلحين في منطقة شمال القوقاز، في مقابل هدوء نسبي شهدته الشيشان ذاتها خلال الشهور الأخيرة. على صعيد آخر، أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الأبخازية أمس، نتائج الاقتراع الذي جرى الجمعة لانتخاب رئيس جديد لأبخازيا. وبحسب المعطيات المعلنة بعد فرز أصوات المقترعين الذين وصل تعدادهم إلى نحو 145 ألف شخص، حصل نائب الرئيس ألكسندر أنكواب على 55 في المئة من أصوات الناخبين في الجمهورية القوقازية الصغيرة. وكان أنكواب تولى الرئاسة بالنيابة بعد وفاة الرئيس السابق سيرغي باغابش في أيار (مايو) الماضي. وتولي موسكو أهمية خاصة لانتخابات الرئاسة في أبخازيا التي أعلنت انفصالاً من جانب واحد عن جورجيا، وحصلت على استقلالها بعدما طردت القوات الروسية الجورجيين من الأراضي الأبخازية خلال الحرب الروسية - الجورجية التي وقعت صيف عام 2008. وأعقب ذلك توقيع اتفاق روسي - أبخازي سمح بإنشاء قواعد عسكرية روسية على أراضي الجمهورية الوليدة، على رغم اعتراض الغرب الذي يصف الوجود الروسي فيها بأنه «احتلال».