رد مسلحون متشددون في الشيشان أمس، بطريقتهم الخاصة، على تهديد الرئيس رمضان قاديروف باللجوء إلى وسائل أقوى لمواجهتهم. وشهدت مناطق شيشانية سلسلة تفجيرات أسفرت عن قتل عدد من العسكريين، كما أعلنت الأجهزة الأمنية أنها أحبطت محاولة اغتيال استهدفت الرئيس الشيشاني. وبعد أسابيع ساخنة تركزت فيها الأنظار على أحداث دموية في الجمهوريات القوقازية المحاذية للشيشان، شهدت الجمهورية تصعيداً قوياً أمس، بعد وقوع سلسلة تفجيرات في منطقة أوروس مارتان استهدفت دوريات عسكرية ومتجراً يقصده عناصر الأمن والشرطة. وذكرت مصادر أمنية أن عسكريين اثنين قتلا وجرح عدد آخر، فيما تحدثت مصادر قريبة من المسلحين عن وقوع خسائر أكبر عند الجانب الروسي. وفي العاصمة غروزني، أعلنت الأجهزة الأمنية أنها أحبطت محاولة لاغتيال قاديروف. وفي ما بدا أنها محاولة لتكرار سيناريو الاعتداء على الرئيس الأنغوشيتي يونس بيك يفكوروف قبل أسبوع، عثرت وحدات الأمن على كمية من المتفجرات، كان أحد المتشددين ينوي استخدامها لمهاجمة موكب قاديروف. وبحسب التفاصيل المعلنة فإن المسلح واسمه سعيد عبد القادروف كان ينوي تنفيذ الهجوم بالتعاون مع شابة شيشانية، ولمحت الأجهزة الأمنية إلى «عمل انتحاري» تم الإعداد له. وبحسب وزير داخلية الشيشان رسلان ألخانوف فإن عبد القادروف قتل خلال عملية دهم أمنية، فيما اصيبت الفتاة بجروح قبل اعتقالها. وجاءت هذه التطورات بعد مرور يوم واحد على إطلاق الرئيس الشيشاني تهديدات باستخدام أساليب أعنف لمواجهة نشاط المسلحين الذي تصاعد في الفترة الأخيرة. وقال قاديروف إن باب العودة إلى الحياة المدنية لم يعد مفتوحاً أمام المقاتلين المتحصنين في الجبال ومناطق الغابات الكثيفة، وأن «المكان الوحيد الذي ينتظرهم هو السجن بعدما انتهت مرحلة إقناعهم بالحسنى بأن يعودوا إلى الحياة المدنية». إلى ذلك أعلنت أجهزة الأمن الشيشانية أنها قتلت أخيراً، واحداً من أبرز زعماء المسلحين في الجمهورية. وقال ناطق أمني أن عملية خاصة نفذتها قوات الأمن أسفرت عن قتل أبو بكر موسلييف المعروف في أوساط المسلحين في الشيشان بلقب «أمير مدينة شالي». وأوضح الناطق أن مواجهات ضارية وقعت عندما هاجمت وحدة أمنية موسلييف مع أحد أعوانه، وأسفرت عن مقتلهما، كما قتل خلال العملية إثنان من عناصر الوحدات الأمنية وأصيب خمسة آخرون بجروح. إلى ذلك أبلغ مصدر شيشاني تحدث إلى «الحياة» هاتفياً أمس، أن ظاهرة تسلل مقاتلين جدد إلى الغابات والمناطق الجبلية للالتحاق بالمسلحين عادت إلى البروز أخيراً، وأشار إلى أن تصاعد حال الاستياء بسبب أداء السلطات، وحملات التعسف والاعتقالات، بالإضافة إلى تنامي نشاط المجموعات المسلحة في الجمهوريات القوقازية المجاورة، شكلا السببين الأبرز لعودة البعض إلى حمل السلاح. ومعلوم أن التصعيد في الشيشان يتزامن مع توتر زائد للوضع الأمني في داغستان وأنغوشيا المجاورتين. وشهد الإقليمان خلال الشهور الأخيرة، تدهوراً متواصلاً وزيادة في أعداد الهجمات والمواجهات دفعت محللين روس إلى وصف الوضع في المنطقة بأنه «أقرب ما يكون إلى حرب ثالثة في القوقاز».