اتسع نطاق المواجهات بين السلطات الروسية والمتشددين في القوقاز. وأعلنت أجهزة الأمن الروسية أنها قتلت عشرين مسلحاً في أنغوشيا خلال مواجهات ضارية في المناطق المتاخمة للحدود مع الشيشان، كما فرضت طوقاً أمنياً واسعاً، فيما أبدت القوات الشيشانية استعدادها للتدخل ودعم الوحدات الروسية. وقال ناطق باسم هيئة (وزارة) الأمن الفيديرالي في القوقاز أن الأجهزة الروسية تلقت معلومات عن اختباء مجموعة كبيرة من المسلحين في أدغال كثيفة، في محيط قريتي داتيخ وأرشتي في انغوشيا التي تتمتع باستقلال ذاتي داخل الاتحاد الروسي. وأفادت معطيات أمنية بأن القوات الروسية حاصرت المقاتلين الذين قدرت عددهم بحوالى ثلاثين شخصاً، وخاضت معهم مواجهات ضارية أسفرت عن مقتل عشرين منهم. لكن مراقبين رجحوا ان يكون عدد المسلحين اكبر نظراً الى استمرار المعارك وضراوتها. وأبلغ مصدر في العاصمة الأنغوشية نزران «الحياة» هاتفياً أمس، أن سونجين المحاذية للحدود مع الشيشان حيث تدور المعارك، أعلنت منطقة عسكرية مغلقة، وأُرسِلت تعزيزات عسكرية إليها. وأشارت معلومات إلى أن المجموعة المحاصرة تنضوي في إطار التشكيلات العسكرية لما يعرف ب «إمارة القوقاز» التي أعلن المقاتلون تأسيسها قبل سنوات كبديل عن جمهورية «إتشكيريا» ويقودها دوكو أوماروف، وهو من أشد القادة الميدانيين ميلاً الى العنف، وكان اليد اليمنى للزعيم الشيشاني المتطرف شامل باسايف، وتولى قيادة «الإمارة» بعد مقتله. وأعلنت موسكو أن عسكرياً جرح خلال المعارك، فيما أشار المصدر الأنغوشي إلى صعوبة إحصاء خسائر الطرفين بسبب الطوق المفروض على المنطقة. ونقلت مصادر عن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف أنه اقترح إرسال وحدات عسكرية وأمنية شيشانية إلى المنطقة لمساعدة القوات الفيديرالية الروسية، علماً أن القوات التابعة لقديروف شنت حملات مشتركة مع القوات الفيديرالية في المنطقة ذاتها نهاية العام الماضي، وتمكنت آنذاك من تكبيد المسلحين خسائر كبيرة، بسبب معرفة مقاتلي الوحدات الشيشانية النظامية بجغرافية المنطقة، ما يسهل تحركهم خلافاً للقوات الروسية. واللافت أن الرئيس الأنغوشي يونس بيك يفكوروف الذي تعرض لمحاولة اغتيال صيف العام الماضي، وجه انتقادات حادة قبل يومين إلى أداء الوحدات الأمنية في الجمهورية، معتبراً أنها فشلت في مواجهة هجمات شنها المسلحون خلال الشهور الأخيرة على مواقع أمنية وفيديرالية في الجمهورية القوقازية. ومعلوم أن أنغوشيا وداغستان المجاورة شهدتا أعنف هجمات خلال العام الماضي. وعلى رغم أن السلطات الروسية تؤكد تراجع قدرات المجموعات المسلحة وعدم تمكنها من شن هجمات كبرى، فان الجمهوريتين شهدتا تدهوراً متواصلاً في الأوضاع الأمنية خلال عام 2009، ما دفع خبراء إلى الحديث عن «حرب قوقازية ثالثة» مشتعلة في المنطقة.