بجلسة مسائية أوقدت القناة الرياضية جذوة النعرة الجاهلية، فهب لها بني خيبان من مقاعد المترززين في الجلسة، وأتت الفزعة من كل حدب وصوب، هكذا كان المشهد العام للقناة الرياضية التي تقتل القتيل وتمشي في جنازته، بعد إعلان قائمة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الذي يستعد لخوض المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014. ماذا يعني غياب أسماء واستدعاء أخرى بدلاً منها؟ يعني أن الجيش الإعلامي القادم من حقبة «بني خيبان» بحاجة لخلع نظارات التلاسن وبحاجة لعمى ألوان يحررها من قيود الميول التي تميل بهم كل الميل، «ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله»، لا يوجد أضل ممن يتبع هواه، ويسير في السياق نفسه، كلٌ معجب برأيه.. نستجير بالله. غادر اللاعب القضية محمد نور وقد يعود في أي وقت، وعاد ياسر القحطاني، وقد يغيب في أي وقت فهذه ليست قضيتنا، بل القضية الحقيقية وجود جيش من المنظرين وهواة الفكر «الخنفساني» الذي يعتمد على عقلية التحرك في وحل الذات حتى وإن كان المتضرر من ذلك «الوطن». المشجع البسيط شعر بالغثيان وهو يسمع «بني خيبان» يتحدثون ثلاث ساعات متواصلة عن محمد نور وكأن مصير منتخب الوطن كله مرتبط بهذا اللاعب لوحده، هو لاعب جيد وقد يقدم مستوى جيداً في أي مباراة، وقد يخذل الجميع كما حصل في مناسبات عدة آخرها في النهائي أمام الأهلي عندما حجب عنه تيسير الجاسم الضوء والهواء بأقل مجهود ممكن، نور لاعب جيد وهناك لاعبون كثر يقدمون نفس العطاء بل يتفوقون عليه لفارق السن، وفارق المزاج. «بني خيبان» يجلدون الوطن من الوريد إلى الوريد بسياط ميولهم الملونة، ويتفننون في زرع الشقاق والنفاق، من أجل لاعب يتوسد مركاز الغرور والصلف والكبرياء حتى على ناديه الذي قدمه للأضواء والشهرة والمجد. طاولة قناة التهريج تفرش البساط أمام المتشدقين والمتغطرسين الذين تحولوا كلهم بالتنظير والفهلوة إلى مدربين من قبيلة «بني خيبان» وكأننا في حراج بن قاسم. [email protected]