عودنا نادي الاتحاد على الصمود في وجه الظروف مهما كانت، ولا ينحني للعاصفة مهما حاولت زعزعة أركانه صيفاً أو شتاء. نعم الاتحاد مثل النمر إذا لم تكن الرصاصة قاتلة، فإنه يزداد قوة وشراسة، ويتحول من براثن اليأس إلى ساحة التحدي بكل قوة وجدارة، فقد أصبحت نتوءات الصيف للاتحاديين لقاحاً ضد تقلبات جو الشتاء، وتحولت خربشة الأيام إلى ذكريات يستجرها الأجيال ويتغنون بها. خرج الكابتن محمد نور الذي من المفترض أن يكون قدوة عن النص وهذا لا جديد فيه، وحاول نور بعنجهيته وغروه التعالي على النادي الذي قدمه للساحة، وصبر رجال النادي ورموزه على هذه النزوات، وحاول إعلام الفرد مساندته، وعندما شعر نور بأن فهلوته لم تعد مقبولة من رموز النادي ومن الأجهزة الفنية والإدارية التي عانت منه الأمرين، عاد نور للعبته الخبيثة وهي المراهنة على الجمهور كورقة أخيرة يتشبث بها بعد أن أتته الرسالة بشكل أو بآخر ممن يصنعون القرار الحقيقي في الاتحاد وهو أن زمن الصبر عليه نفد. نور لاعب مهم ومشكلاته موسمية، وقد خطط للهروب من معسكر الصيف ونجح في ذلك بخبثه ودهائه ومكره ووزع زوايا الشك في كل الاتجهات ومارس الانزواء خلف الصوت الإعلامي الممجوج، لكن محاولاته اليائسة كشفته وعرته على الحقيقة وأصبح أمام الواقع الذي تهرب منه وهو الجلوس مع الجهازين الفني والإداري من دون تدخل شرفي مثله مثل أي لاعب آخر، ومن هنا بدت نقطة العمل الاحترافي الذي نأمل بأن ينتهي بحسم فترة الغياب كاملة على نور، ورفع خطاب رسمي للجنة الاحتراف لحفظ حقوق النادي المستقبلية، فالدفعة المقبلة ينتظرها نور من دون نقصان. هدأت عاصفة نور المفتعلة وبدأت زوبعة المهاجم نايف هزازي وهي اختبار حقيقي ليس لنادي الاتحاد بل للاحتراف السعودي، فإما طاولة نقاش ومفاوضات جادة وإما «جرف ودحديرا» كما فعل الهلاليون من قبل مع ياسر القحطاني وأحمد الصويلح، وبالتالي ننسى الاحتراف الخارجي نهائياً. زوابع الاتحاد تزيده قوة ونتوءات الزمن تقدم النمر الاتحادي في أفضل حالاته الانقضاضية، لأن «الاتحاد غير» ولأن تركيبته بدأت بتحدي عوائق الزمن وسيظل صامداً أمام العوائق المفتعلة والعوائق المخطط لها من تحت ومن فوق الطاولة، فليس أدل على صمود الاتحاد من العواصف التي تعرض لها الموسم الماضي وحينها غادر المدير الفني وكاد مجلس الإدارة بقيادة المرزوقي يغادر في منتصف الموسم وتوالت الضربات من البيت الاتحادي ومن بعض صحافته بالذات، لكن الاتحاد الذي تعودنا عليه نهض من كبوته وأنهى موسمه بأحلى وأجمل بطولة وعلى حساب أفضل فريق محلي وآسيوي «فريق الهلال» وفي الرياض. [email protected]