أعادت الجلسة التعريفية التي نظمتها وزارة الخارجية اللبنانية و«المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام» للإعلاميين في الأونيسكو أمس، لشرح الاتفاقات الدولية بشأن الذخائر العنقودية واتفاق اوسلو (2008)، تسليطَ الضوء على مشكلة موجودة منذ زمن الحرب وتفاقمت مع إلقاء اسرائيل خلال ال36 ساعة الاخيرة من حرب تموز 2006 أكثر من 4 ملايين قنبلة عنقودية فوق مناطق متفرقة من جنوب لبنان، مخلِّفة وراءها اكثر من 400 ضحية بين قتيل وجريح. واستعرض في الجلسة كل من السفير منصور عبد الله ومدير المركز اللبناني العميد محمد فهمي وممثلة اللجان الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية حبوبة عون، وضع لبنان من إزالة الذخائر من مناطقه الملوثة ووضع ضحايا الألغام. وتأتي الجلسة قبل نحو شهر من استضافة لبنان الاجتماع الثاني للدول الأطراف في شأن اتفاقية الذخائر العنقودية في 12 أيلول (سبتمبر) المقبل الى 16 منه. وسيشارك فيه ممثلون عن أكثر من مئة حكومة تنضم اليهم منظمات الأممالمتحدة ومنظمات المجتمع الدولي وناجون من الألغام. ولفت عبد الله الى أن «لبنان يشكل إحدى أكثر الدول تضرراً»، موضحاً ان استخدام اسرائيل المفرط للقنابل في حرب تموز «شكل حافزاً كبيراً، إذ دخلت الحكومات في مفاوضات بشأن الاتفاقية واعتمدتها عام 2008. وتنص المعاهدة على حظر استخدام الذخائر العنقودية وحيازتها وتخزينها والاحتفاظ بها ونقلها وبيعها»، وأوضح أن «الاتفاقية تلزم الدول بتوفير الرعاية الطبية لضحايا الذخائر العنقودية وإعادة تأهيلهم ودعمهم نفسياً وإدماجهم اجتماعياً واقتصادياً في المناطق التي تخضع لولايتها. وتطلب إلى الدول الأطراف القادرة على تقديم تلك المساعدات أن تساعد الدول الأخرى». وتحدثت عون عن غياب العلاج والمساعدات الفورية. ثم أشار فهمي الى أن «ثلث مساحة لبنان ملوث منذ عام 1975 حتى عام 2006». وأكد أن «53 في المئة من المساحة الملوثة تم تنظيفها». كما ذكر أن «كل أنواع الألغام استخدمت في لبنان، و95 في المئة منها صناعة أميركية والباقي إسرائيلية». وأوضح أن من المقرر أن يتخلص من القنابل العنقودية بحلول عام 2016، بينما ستخلص من الألغام بحلول عام 2021. وقال ان «نسبة عدم انفجار القنابل العنقودية تتراوح بين 5 و8 في المئة، اما في حال لبنان عام 2006، فوصلت النسبة الى 42 في المئة، لأن اسرائيل استعملت ذخائر تعود الى عام 1973، وهو امر غير مسموح به دولياً. اما السبب، فكان لأنها قررت التخلص من هذه الذخائر القديمة من دون ان تتكبد تكلفة اعادتها الى المخازن او تلفها». ورداً على سؤال، أوضح عبد الله ان «أهمية الاتفاقية بدأت بالتنبيه الى مخاطر الألغام، على رغم أن منتجي هذه القنابل والألغام، وهما أميركا وإسرائيل، لم يوقعا على الاتفاقية». ونفى «أن يكون لبنان وقع على الاتفاقية للحصول على مساعدات مالية، وإنما لهدف إنساني».