قنبلة عنقودية لكلّ لبناني، هذا هو واقع الحال الذي ظهّرته دراسات الأممالمتحدة أخيرا عن وجود 4 ملايين قنبلة عنقودية على الأراضي اللبناني تشمل مساحة 54 كلم مربّع، تمّ تنظيف مساحة 48 في المائة منها، هذه القنابل المحرمة دوليا ألقتها إسرائيل على لبنان في حرب تموز 2006. وفي الأول من الجاري دخلت اتفاقية الذخائر العنقودية ولبنان طرف موقع فيها حيز التنفيذ، وتستضيف بيروت في أيلول المقبل الاجتماع الثاني للدول الأطراف حيث سيوجه لبنان رسالة قوية في هذا الشأن بحضور أكثر من مئة دولة بدأت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية بتوجيه دعوات إليها على مستوى وزراء الخارجية. في هذا الإطار قال علي الشامي وزير الخارجية والمغتربين أمس ل"الرياض" بأن " الوزارة باشرت الاتصالات مع جامعة الدول العربية ووزراء الخارجية العرب من أجل تأمين مشاركة واسعة في الاجتماع من أجل حثهم على الانضمام إلى الاتفاقية بعد أن أصبحت جزءا من القانون الدولي". وأضاف الشامي:" إن لبنان العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي فخور بانضمامه لهذه الاتفاقية وواثق بأن انعقاد الاجتماع الثاني للدول الأطراف في اتفاقية الذخائر العنقودية في بيروت هو الردّ المناسب لترسيخ قوة المنطق والقانون بدلا من منطق القوة والتدمير". وتعتبر هذه الاتفاقية بحسب الشامي "فريدة من نوعها لجهة التزام الدول الأطراف فيها بحظر إنتاج واستعمال واستحداث وحيازة وتخزين واحتفاظ ونقل هذه الأسلحة وتدمير مخزونها أو مساعدة أو تشجيع أو حث أي كان على القيام بأي نشاط محظور، والأهم من ذلك التزام الدول الأطراف باحتضان ضحايا الذخائر العنقودية ومساعدة المجتمعات المتضررة". هذا الاجتماع هو الثاني بعد أول عقد في لاوس ويكتسي أهمية كبرى إذ يعد لبنان من أكبر ضحايا القنابل العنقودية، ويدل على الالتزام اللبناني بتوقيع الاتفاقية في 2008 وإبرامها عام 2010، علما بأن عدد الدول الموقعة على هذه الاتفاقية يبلغ 108 دول أما الدول التي أبرمتها فهي 55 دولة. يذكر أن عدد ضحايا القنابل العنقودية بلغ لغاية اليوم 400 ضحية منذ عام 2006، بينهم 47 قتيلا و353 جريحا بحسب إحصائيات مكتب نزع الألغام التابع للجيش اللبناني. وكان الجيش قد طلب من قوات "اليونيفيل" عام 2009 أن تقوم إسرائيل بتزويده بصور جوية أو بالفيديو للمواقع المستهدفة قبل القصف وبعده، إلا أن إسرائيل لم تقم بذلك. في الأشهر الأخيرة تم اكتشاف 3 مواقع جديدة تعرضت للقصف بالقنابل العنقودية، ما رفع عدد المواقع التي تعرضت للقصف إلى حدود 1127 موقعا بحسب تقرير الأممالمتحدة.