تشكل القنابل العنقودية التي ألقتها إسرائيل خلال عدوانها صيف العام 2006م على مناطق واسعة من جنوب لبنان هاجسا كبيرا لدى المزارعين والسكان المحليين . وكان تقرير أظهر الكم الهائل من هذه القنابل التي ألقاها العدو الإسرائيلي على الحقول وفي الأودية والهضاب المخصصة للزراعة وبالقرب من الأماكن الآهلة في القرى والبلدات اللبنانية وقد أدت هذه القنابل منذ انتهاء حرب 2006م حتى اليوم إلى مقتل 46 مواطنا وإصابة مئات الأشخاص بعاهات دائمة . كما أشار التقرير الذي نشر في بيروت إلى أن أكثر من أربعة ملايين قنبلة قد ألقيت بحسب تقديرات الأممالمتحدة على الجنوب اللبناني من بينها تسعون في المئة منها سقطت خلال الساعات الاثنتين والسبعين الأخيرة قبل وقف الحرب وتبين أن أربعين في المئة من القنابل الملقاة لم تنفجر مما حولها إلى ألغام مضادة للأشخاص وقد تسببت ببتر أطراف حوالي 300 مدني بحسب الجيش اللبناني ومسؤولين دوليين علما أن معظم الضحايا كانوا من العناصر الذين كانوا يعملون بشكل تطوعي على تفكيك الألغام ومن المزارعين والأطفال الذين يلتقطون الشظايا وبقايا القنابل للهو والعبث بها دون معرفة خطورتها عند انفجارها . و ذكر التقرير أن لبنان عشية اليوم العالمي لمكافحة الألغام يشكو من بطء عملية نزع الألغام في جنوبه ومن عدم القدرة على تقديم المساعدات اللازمة للضحايا نتيجة الافتقار إلى التمويل . وأوضح المسؤول عن برنامج الجيش اللبناني لمساعدة ضحايا الألغام العقيد رولي فارس أنه تم تفكيك 197 ألف قنبلة عنقودية منذ انتهاء حرب 2006م إلا أن مئات الآف القنابل الأخرى لاتزال تهدد سكان الجنوب اللبناني .. مشيرا في تصريح له إلى تمكن الفرق المختصة في قوات / اليونيفيل / والجيش اللبناني والمتطوعين من تنظيف حوالي 52 في المئة من المساحة المزروعة بالألغام والقنابل العنقودية والبالغة 45 كيلومترا مربعا إلا أن عدد فرق نزع الألغام يتضاءل مع تراجع التمويل المطلوب . وسبق لمنظمة / هيومن رايتس ووتش / الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان أن أعلنت في بيان أن إسرائيل كانت قد استخدمت الذخائر العنقودية خلال حرب لبنان الأهلية الماضية ما بين عامي 1975 1990م .. وسلمت إسرائيل العام الماضي عبر قوات الطوارئ الدولية المنتشرة في الجنوب اللبناني خرائط عن الأمكنة التي ألقت فيها القنابل العنقودية وزرعت بالألغام إلا أن الجيش اللبناني يؤكد أن هذه الخرائط غير مكتملة وغير دقيقة . وأعلنت الأممالمتحدة الشهر الماضي أن ثلاثين دولة وقعت المعاهدة الدولية التي تحظر استخدام القنابل العنقودية ما يسمح ببدء العمل بها اعتبارا من الأول من أغسطس المقبل علما أن إسرائيل والولايات المتحدة لم يوقعا على المعاهدة المذكورة. // انتهى //