تجدد أمل المبتعث السعودي سعيد العمودي، وهو يرى توسعة خادم الحرمين الشريفين للحرم المكي، وتمنى أن تأخذ إمارة مكةالمكرمة في الاعتبار بحثه للماجسيتر حول تحويل مكةالمكرمة إلى مدينة إبداعية، خصوصاً أن رئيسة قسم الإعلام الإبداعي في جامعة برايتون الدكتورة تارا برابازون أبدت إعجابها بالبحث، وطلبت من الطالب العمودي إضافة البحث إلى كتابها بعنوان «صورة المدينة» الذي سيصدر قريباً. العمودي شاب سعودي احترف الإبداع منذ مراحل مبكرة أراد أن يترجم هذا الولع المبكر إلى واقع ملموس. بحث عن فكرة مميزة تجعل من مكةالمكرمة مدينة إبداعية، فاهتدى إلى العلامات البصرية لتحل معاناة زوار بيت الله الحرام في الحج والعمرة، إلا أن التجاوب كان دون المأمول، فلم يجد ترحيباً من امارة مكةالمكرمة ولا من الهيئة العليا لتطوير مكة، ولا يزال مصراً على هدفه، فخصص رسالته للدكتوراه في بحث الجوانب التي تنقص مكة لتصبح مدينة إبداعية، فتصبح الأولى عربياً وإسلامياً، وفقاً لمعايير اليونيسكو. يقول العمودي في حديث إلى «الحياة»: «تعد مكةالمكرمة أقدس البقاع في العالم والأقدس للمسلمين، إذ يحج إليها قرابة 3 ملايين مسلم من مختلف دول العالم، إضافة للعدد الذي لا يحصى ممن يأتون للعمرة». وأشار إلى أن السياحة الدينية هي المحفز لهم جميعاً ليأتوا إلى مكة من قرابة 140 دولة حول العالم لتكون من أكبر المناطق جذباً للسياحة. لافتاً إلى أن هذا العدد الكبير من السياح يتحدثون بمئات اللغات وقدموا إلى بلد لم يزوروها من قبل، لذا فهم يواجهون مشكلة في فهم واستيعاب اللوحات الإرشادية، خصوصاً عند انتقالهم من مكان للآخر مع الكم الهائل من الحجاج. وأوضح أن دراسته تركز على أن تكون العلامات البصرية للمشاعر المقدسة في مكةالمكرمة معبرة وناقلة للمعلومات لمختلف الثقافات واللغات، وأفاد بأنه تم اختيار طريقة للبحث لإثبات النظرية وتسمى العمل الإبداعي creative work، وهي محاولة إثبات النظرية بالتطبيق. العمل الإبداعي الذي ينشده العمودي جعله يصمم علامات بصرية للمشاعر المقدسة (منى، عرفة، مزدلفة، الجمرات ولحرم المكي)، وذلك بإيجاد رابط وعلاقة لما يراه الحاج في العلامة البصرية وبين ما رآه في مختلف وسائل الإعلام أو ما يقوم به أثناء حجه أو زيارته. العمودي في دراسته طبق نظريات صورة المدينةCity Imaging في الدراسات الإعلامية، خصوصاً في ما يتعلق بمدن الطبقة الثانية Second Tier City، وأيضاً استخدم الباحث نظريات محو الأمية الإعلامية Media Literacy، إضافة للتحليل البصري Visual Analysis لتحليل تصاميم العلامات البصرية. وأقر بأن اللوحات الإرشادية موجودة بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، ولكنها في الغالب تكتب باللغتين العربية والانكليزية، وذلك لصعوبة كتابتها بكل اللغات، ما يصعب على الذين لا يتحدثون هاتين اللغتين والأميين، خصوصاً أن عدداً كبيراً من الحجاج والمعتمرين يأتون من دول فقيرة. وحتى تفهم اللوحات وتكون سهلة الاستخدام كان لا بد من أن يكون المفهوم الرئيسي نابعاً من الممارسة الفعلية للحاج في موسم الحج، من خلال دمج الزمان والمكان أو الحاج في اللوحة البصرية. حالياً يدرس الباحث العمودي الدكتوراه في الإعلام الإبداعي في جامعة سالفورد ببريطانيا وموضوع رسالته «تحويل مكة لمدينة إبداعية»، وذلك من خلال دراسة وتحليل النماذج القائمة من المدن الإبداعية، ثم محاولة الاستفادة من النماذج الناجحة وكيفية تطبيقها في مكةالمكرمة. كما أن جامعة سالفورد شاركت مع اكبر المؤسسات الإعلامية بإنشاء المدينة الإعلامية في بريطانيا، والتي ستضم مقر BBC وI TV واستوديوهات عالمية، إضافة لقسم الإعلام في الجامعة. يذكر أن البحث نال استحسان المشرفة رئيسة قسم الإعلام الإبداعي بالكلية بجامعة برايتون،الدكتورة تارا برابازون، كما أنها طلبت من الطالب العمودي إضافة البحث إلى كتابها بعنوان «صورة المدينة» الذي سيصدر قريباً، وذكرت في خطابها للطالب أن الدراسة التي قام بها هي نموذج جديد في المزج بين الخلفية الثقافية والدينية للمدينة واستخدام الأدوات العصرية الإبداعية لتحقيق الأهداف. كما قامت برفع خطاب إلى السفير السعودي تشير فيه إلى أداء العمودي الفعّال أثناء دراسته.