هناك ثلاثة فرق من الوزراء، فريق يجر خلفه الهيبة، وآخر يجر خلفه الطيبة، وفريق تحظى وزارته بالخيبة، لذلك يسعى الاعلام للظفر بالفريق الاول، فهو غير متوفر للظهور على الدوام فإن ظهر أطرب، وان تحدث أسهب، وان قرر أطنب، اما الفريق الثاني فهو يسعى خلف الاعلام ويتواصل معهم على الدوام، وهذا امر محمود، ففي نهاية الامر المسألة تكاملية، فيما الفريق الثالث مقل في الخروج اعلامياً، وهو محق لانه في كل خروج يأتي ب «طعة»، ولعل خير من يمثل هذا الفريق وزير الخدمة المدنية محمد الفايز. في ظهوره قبل فترة وجيزة استنكر معاليه تجمع مجموعة من المهندسين، فنصحهم الا يتجمعوا ك«الحريم»، تخيلوا أولئك مواطنين درسوا وتعبوا وسهروا الليالي ليتحصلوا على شهادات في الهندسة، وكل ما يسعون إليه أن ينالوا تعديلات مستحقة في وضعهم الوظيفي، بعد ان أمضوا سنين عمرهم لينالوها، ليكتشفوا فجأة انهم ينتهجون استراتيجية «الحريم». بعد ذلك سمعنا ما سمعنا من تبريرات وخلافه، وتناسينا تلك المقولة «المأثورة» الى ان خرج علينا معاليه في تصريح اكثر استفزازاً من سابقه، عندما التقى 100 طالب جامعي في الهواء الطلق، يطالبون بالوظائف. ويبدو انه لم يتحمل الاجواء الحارة، فكانت خير طريقة للتخلص منهم والاستخفاف بهم، ان يقول لهم: «شمس عليكم ادخلوا الظل». وهنا اعتدل شهريار في جلسته، وقال أنا أذكر الوزير الفايز منذ قرون فهو من خيار الناس وكنا نلعب البلوت جميعاً «منذ مبطي»، وعهدي به متحدثاً لبقاً، فقالت شهرزاد نعم يا مولاي لكنه مع كل ظهور اعلامي لمعاليه يظهر على المواطنين تعاليه واستخفافه على رغم مشروعية طلباتهم، فقال شهريار حسناً ايتها الجارية، طالما انكم عاطلون عن العمل وتخاطبون رجلاً يسبق اسمه «معالي»، وبيده الوظائف كافة. فمن انتم، من انتم لتنتقدوا هذا «التعالي»...! [email protected]