نعيب كهرباءنا والعيب فينا وما لكهربائنا عيب سوانا، نلوم شركة الكهرباء على الانقطاعات المتتالية التي لا تكل ولا تمل، ولم يفكر أحدنا في تقديم الأعذار لهذه الشركة، التي تتحمل أعباء الصيام وتعمل من دون كلل أو ملل، وتمد يدها، وتستدين من دون أن يتساءل أي منا ما الذي يدفع هذه الشركة التي ينام الناس وهم سهارى لتزويدهم بالكهرباء للاستدانة وتسجيل اسمها في «السي لست»، أليس من أجل إمدادنا بالكهرباء، التي حرمت منها امبراطوريات في العصور الجاهلية والوسطى، أليس هذا سبباً مقنعاً لمراعاة الجهد ال 380 فولت، الذي تبذله الشركة ليل نهار؟ والغريب أن أحد أعضاء مجلس الشورى «أثابه الله» كان قد تقدم بتوصية في وقت سابق لعدم قطع التيار الكهربائي عن المتأخرين بالسداد، وهي عادة قبيحة تنفذها الشركة، لكن اللافت في الأمر أن الشركة لم تعد تميز بين من سدد أو من لم يسدد، فالانقطاع واقع لا محالة وعلى المتضرر اللجوء إلى المجمعات التجارية والأسواق! هنا اعتدل شهريار في جلسته وقال مخاطباً شهرزاد، قولي لي يا جارية، ما الذي يدفعكم إلى الاعتماد على تقنية غربية في حياتكم اليومية، أليس ذلك دليلاً على مؤامرة الغرب على الإسلام والمسلمين وصيامهم؟ فابتسمت شهرزاد وقالت لا يمكن يا مولاي، فالكهرباء لدينا تعمل في شكل جيد في الشتاء ولا تنقطع إلا في الصيف فقط، وإذا اشتغلت في الصيف تندلع الحرائق فلا يتوقف صوت سيارات «الإطفاء» على مدار اليوم. فسكت شهريار قليلاً وقطب حاجبيه وقال: «لماذا لا يدمجون الإطفاء مع الكهرباء وتصبح إدارة واحدة تحت مسمى «إطفاء الكهرباء»؟ فتراقصت ابتسامة عذبة على شفاه شهرزاد وقالت: «هل نعود إلى الشموع يا مولاي، مثلما حدث في بعض مناطق الشرقية الذين أفطر صائموها على ضوئها. فقال، وماذا في ذلك أفلا تذهبون «للكوفي شوب» لتشربون «الميلك شيك» على الأضواء الخافتة، ثم إن الشركة بذلك قد يكون هدفها تعزيز الرومانسية لدى الشعب السعودي، أليس ذلك سبباً كافياً يا شهرزاد؟ وهنا انقطعت الكهرباء إلى أن أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. [email protected]