على عكس ما يفترضه الصوم من تعليم لفضيلة الصبر، وعلى رغم اقتراب موعد الإفطار قبيل أذان المغرب، تتلاشى قدرة بعض الصائمين في منطقة جازان على التحكم بأعصابهم، وتضيق مساحات التسامح في صدورهم، لتتسيد المواقف العجلة والتسرع سواء في الأسواق عند شراء مستلزمات الإفطار، ما يتسبب في احتكاكات وحساسيات بين المتسوقين، أو في الشوارع بين قائدي المركبات عند أي تزاحم أو تعطل سيارة، لتصل في بعض الأحيان إلى مشاجرات واقتياد لمراكز الشرطة. وقال المواطن محمد علي: «لم أكن أتصور أن تكون هناك مشاجرات عنيفة من بعض الباعة الوافدين، إلى أن صادفت واحدة حاولت فك الاشتباك بين المتضاربين فيها، لكنهما صعدا من شدة المشاجرة، لدرجة القذف بالطماطم والبطاطس، وأن تلونت ساحة سوق الخضار بالأحمر والأصفر، فيما ذكر الاختصاصي الاجتماعي أحمد السيد أنه بقليل من الصبر والاتزان وتذكر حرمة الشهر الفضيل فإنه سيتم السيطرة على الانفعال، وأن معظم من يصابون بالعصبية قد يفتعلونها، ولو تمت مقابلتهم بكلمات مثل «أنت صائم» وابتسامة، لانطفأت ثورة الغضب. من جانبه، أشار المتحدث الأمني باسم شرطة منطقة جازان النقيب عبدالله القرني أن غرفة عمليات شرطة المنطقة استقبلت بلاغات عدة عن بعض الحوادث الفردية قبل الإفطار، وأنه تم التعامل مع تلك الحوادث فوراً، داعياً جميع الصائمين من المواطنين والمقيمين التحلي بالصبر والتسامح، خصوصاً قبل الإفطار مراعاة للشهر الكريم وحرمته.