دمشق، عمان، لندن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - أعلن سكان أن دبابات سورية فتحت النار على أحياء سكنية فقيرة للسُنة في مدينة اللاذقية أمس في اليوم الرابع لهجوم عسكري على المدينة الساحلية الشمالية يهدف إلى سحق الاحتجاجات على حكم الرئيس بشار الأسد، غداة تجدد التظاهرات بعد صلاة التراويح مساء أول من أمس في مدن سورية عدة، بينها دمشق وحلب وحماة ودير الزور واللاذقية وإدلب ودرعا وحمص. وأفيد أن عدد ضحايا العملية العسكرية في اللاذقية وصل حتى فجر أمس إلى 34 قتيلاً. وأشار شاهد يعيش قرب حيين سنيين في المدينة إلى أن «نيراناً كثيفة من البنادق والانفجارات تقصف حي الرمل الفلسطيني وحي الشعب هذا الصباح. هدأ الأمر وهناك صوت قذائف دبابات متقطعة الآن». وذكر «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» أن ستة قتلوا في اللاذقية أول من أمس، ما يرفع عدد القتلى المدنيين في المدينة إلى 34 بينهم طفلة تبلغ من العمر عامين. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بيان أمس: «سمعت أصوات رشاشات ثقيلة وإطلاق رصاص كثيف في أحياء الرمل الجنوبي ومسبح الشعب وعين التمرة» في اللاذقية. وأضاف أن إطلاق النار استمر من الساعة الخامسة فجراً وحتى الساعة الثامنة والنصف صباحاً. وأكد شاهد آخر أن «النظام يهاجم الأحياء السنية من المدينة مثل الصليبة والرمل والسكنتوري وبستان السمكة. وتم تسليح سكان إحدى الضواحي العلوية من المدينة». وأضاف أن «قوات الأمن فتحت النار على حشد كان يشارك في تشييع... أطلقوا النار في الهواء ثم على أرجل المشاركين في التشييع واعتقلوا عدداً من الأشخاص». أما في دير الزور، فأكد سكان أن الجيش سحب أسلحته المضادة للطائرات من المدينة إلا أن حاملات الجند المدرعة ما زالت موجودة عند التقاطعات الرئيسية وإن القوات المدعومة بالمخابرات العسكرية داهمت منازل وتبحث عن معارضين مطلوب القبض عليهم. وقال ناشط: «يبدو أن النظام عازم على تكسير عظام الانتفاضة في أنحاء البلاد هذا الأسبوع لكن الناس لا يرضخون. المظاهرات في دير الزور تستعيد قوتها». ونفت وزارة الخارجية التركية تقريراً عن أنها تعتزم إقامة شكل ما لمنطقة عازلة على الحدود مع سوريا حيث تواصل القوات السورية حملتها مما دفع السكان للهرب إلى تركيا. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن آلاف الأشخاص في طرطوس، وهي مدينة صغيرة يقطنها عدد كبير من العلويين، قاموا بمسيرة للإعراب عن «تمسكهم بالوحدة الوطنية والحفاظ على أمن واستقرار سورية ودعمهم لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس بشار الأسد»، في أحدث تجمع حاشد مؤيد للأسد تنظمه السلطات. من جهة أخرى، قتل متظاهر وأصيب عشرة آخرون بجروح مساء أول من أمس في حمص (وسط سورية) خلال تفريق قوات الأمن تظاهرة مناهضة للنظام. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بيان: «استشهد مواطن وأصيب عشرة آخرين بجراح اثر إطلاق قوات الأمن الرصاص لتفريق مظاهرة حاشدة في شارع الحمرا» في حمص. وأضاف أنه في مدينة القصير في المحافظة نفسها «ورغم الحصار الأمني والعسكري تظاهر 7000 مواطن مطالبين بإسقاط النظام». وذكر «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» أن الجيش هاجم قرى في سهل الحولة شمالي حمص أول من أمس وقتل ثمانية أشخاص بعدما داهم منازل وقام باعتقالات. وأعلنت «لجان التنسيق المحلية»، وهي جماعة أخرى للناشطين، أن لديها أسماء 260 مدنياً على الأقل بينهم 14 امرأة ورضيعاً قتلوا هذا الشهر. وأضافت أن العدد الفعلي للقتلى يرجح أن يكون أكبر بكثير من المعلومات القليلة التي جاءت حتى الآن من مدينة حماة التي ما زالت تحت حصار القوات وأفراد الشرطة السرية.