دمشق، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قُتل ثلاثة مدنيين على الأقل وجرح آخرون أمس أثناء عمليات عسكرية وأمنية في مدن سورية عدة، بينما نزح عدد من أهالي مدينة اللاذقية الساحلية (غرب البلاد) التي تواصلت فيها عملية عسكرية برية وبحرية. وأعلن «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» أن الجيش أطلق في اللاذقية «نداءات عدة في مخيم اللاجئين وساحة الرمل وسكنتوري للأهالي بإخلاء المنطقة واعتبار كل من يبقى فيها مقاوماً». وأكد «استشهاد امرأة كانت تستقل حافلة تقل عائلة نازحة من حي السكنتوري» في اللاذقية، مشيراً إلى «إصابة السائق وتهشيم جميع نوافذ الحافلة جراء إطلاق الرصاص عليها». وقال شاهد عبر الهاتف: «تجدد القصف في حي الرمل الفلسطيني وحي الشعب... هناك إطلاق كثيف للنيران من الدبابات على حي قنينص»، فيما أشار آخر إلى أن «السكان يحاولون الفرار ولكنهم غير قادرين على مغادرة اللاذقية لأنها محاصرة. أفضل شيء هو الانتقال من منطقة لأخرى في المدينة ذاتها.» وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «لدى اقتراب بعض النازحين من حاجز أمني في حي عين التمرة، أطلق الرصاص عليهم، مما أدى إلى إصابة ستة مواطنين بجروح خطرة توفي اثرها احدهم متأثراً بجراحه». وأضاف أن «رجلاً مسناً قتل برصاص قناصة في قرية تلدو التابعة لبلدة الحولة» التي شهدت صباح أمس عملية عسكرية شاركت فيها دبابات. وأفاد ناشطون حقوقيون بأن دبابات اقتحمت بلدة الحولة في محافظة حمص في عملية عسكرية تترافق مع إطلاق نار كثيف وحملة اعتقالات. وذكر المرصد أنه «تمت محاصرة بلدة الحولة في شكل أمني كثيف جداً صباح (أمس) من جميع المداخل ومن جميع الطرق الوعرة والفرعية»، مشيراً إلى «إطلاق نار كثيف جداً لترهيب الأهالي». وأوضح أن الجيش دخل في الثامنة صباح أمس «وبدأ تفتيش المنازل وحملة اعتقالات وهناك انتشار للشبيحة والأمن على جميع الطرق، فيما تمركز عدد من الدبابات على دوار الحرية في تلدو وشمال وشرق تلذهب، متزامناً مع إطلاق نار كثيف في بلدة عقرب شمال الحولة إضافة إلى انتشار الأمن والشبيحة في قرى الحولة والآن يقومون بإزالة الكتابات المعارضة للنظام الموجودة على الجدران». ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار العملية العسكرية والأمنية في أحياء عدة من مدينة اللاذقية التي شهدت أمس حركة نزوح جديدة للأهالي. وأشار المرصد إلى أن «حيي الرمل الجنوبي وعين التمرة شهدا حركة نزوح جديدة فجر (أمس) بعد أن سمح الجيش للأهالي بالخروج منهما». وأضاف أن «سماع صوت إطلاق الرصاص استمر منذ الفجر في حي الرمل الجنوبي»، لافتاً إلى «انتشار القناصة على اسطح الأبنية». وأكد حصول «إضراب عام في الصليبة ومشروع الصليبة والقوتلي والأشرفية والطابيات وشارع هنانو وحي القلعة والعوينة»، مشيراً إلى أن «الجيش يغلق ساحة أوغاريت ويسيطر على دوار اليمن في منطقة محطة القطار ويقوم بتدقيق في الهويات كما تم اغلاق شارع الحرش من الجهتين، وأقام الجيش نقاط تفتيش على كل مداخل اللاذقية تقوم بتفتيش السيارات بدقة واعتقالات تطول العديد من الشباب على الحواجز حيث تجاوز عدد المعتقلين 300 معتقل». وأبلغ شهود المرصد أنهم شاهدوا «آليات عسكرية مدرعة تقصف بالرشاشات الثقيلة أحياء مسبح الشعب والرمل الجنوبي كما شوهد تمركز للقناصة على الأبنية المقابلة للأحياء المحاصرة وانتشار لعناصر الجيش والأمن في الممرات بين الأبنية». وأشار«اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إلى «نزوح أهالي الصيداوي وأهالي الطابيات من بيوتهم ومنازلهم، وهم يتجهون باتجاه القرى والأماكن البعيدة عن القصف». وأكد أنه تم «قطع الطرقات المؤدية لأوغاريت وتلك المؤدية إلى جهة المحطة، ليتم إحكام السيطرة على المناطق المحاصرة» في اللاذقية، مشيراً إلى أن «الحركة في البلد شبه مشلولة». ونقلت شبكة «أوغاريت» الإخبارية المعارضة بياناً أصدره «المجلس المحلي لقيادة الثورة السورية في مدينتي اللاذقية وجبلة» شدد فيه على «سلمية الثورة وعدم مقابلة عنف السلطة وإجرامها بعنف مضاد، ونبذ الطائفية بين أبناء الشعب بكل أطيافه ومذاهبه وأعراقه ومنع التحريض الطائفي الذي روجت له العصابة الأسدية منذ بداية الثورة وغذته وسائل إعلامها، وعدم الاستقواء بالأجنبي ورفض أي تدخل عسكري». وفي دير الزور (شرق البلاد)، توفي أمس رجل (67 سنة) متأثراً بجروح أصيب بها مساء الجمعة برصاص قناصة في شارع التكايا وسط مدينة دير الزور، بحسب المرصد الذي أضاف أن قوات الأمن نفذت أمس «حملة مداهمات واعتقالات في حي الجورة وقرى الصالحية وحطوة والحسينية واعتقلت 27 شخصاً، كما اقتحمت قوات أمنية كبيرة تضم 23 حافلة و10 سيارات رباعية الدفع تحمل رشاشات ثقلية ريف معرة النعمان الشرقي، الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب) وشنت حملة اعتقالات شملت 8 أشخاص».