أجمع عدد من الأطباء على أن الأجواء شديدة الحرارة التي تشهدها غالبية مناطق السعودية حالياً تؤثر نفسياً وبشكل «سلبي» في أداء الطلاب في الاختبارات، مطالبين بضرورة تهيئة الأجواء المناسبة التي توفر لهم الراحة والاستقرار النفسي لتمكينهم من الآداء بشكل جيد.من جهتها، طالبت الاختصاصية النفسية في مستشفى الصحة النفسية في جدة الدكتورة سميرة الغامدي بدراسة مواعيد الاختبارات كي تكون ملائمة لحال الطقس، خصوصاً في المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة صيفاً. وقالت ل «الحياة»: «لابد من دراسة مواعيد الاختبارات النهائية، التي غالباً ما تتزامن مع بدء فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة إلى ما يزيد عن 45 درجة في بعض المناطق والمدن السعودية». وأضافت: «تسهم الأجواء المناخية الحارة للمناطق السعودية في تشتت فكر الطالب وعدم تركيزه اثناء فترات الصيف»، مشيرة إلى ان المشكلة تكمن في وجود بعض المدارس التي تفتقر إلى التجهيزات والأجواء المناسبة لأداء الطالب أثناء فترة الاختبار، بسبب عدم وجود أجهزة تكييف تؤمن الجو المناسب للطالب، أو عدم كفاءتها في العمل وعطل البعض منها، وهذه الأجواء الحارة تؤثر سلباً في أداء الطالب وتشتيت أفكاره. وتابعت الغامدي: «ارتفاع درجة الحرارة في هذه الفترة يعرض الطلاب للإصابة بضربات الشمس اثناء خروجهم من المدارس، لاسيما أن مواعيد الانصراف تكون في أوقات الظهيرة التي ترتفع فيها حرارة الجو». ولفتت إلى أن الجو الحار يؤثر في جسد الانسان ويعمل على انخفاض معدل السوائل داخله، ما يسبب عدم تركيزه وانتباهه بنسبة كبيرة جداً، ما يؤدي بالتأكيد إلى انخفاض تحصيله الدراسي أثناء الاختبارات». ويتفق معها استشاري الطب النفسي في إحدى المستشفيات الخاصة الدكتور أحمد عبدالله الذي أشار إلى أهمية توفير أجواء الاختبارات مريحة للطلاب والطالبات، وقال: «لابد من وجود تجهيزات متكاملة في المدارس لمحاربة الأجواء الساخنة، ومنها المكيفات، خصوصاً أننا نعاني هذه الأيام ارتفاع في درجات الحرارة مع دخول فصل الصيف». وأضاف: «أن ارتفاع درجة حرارة الجو تسبب في تشتت ذهن الطلاب وتؤثر في تركيزهم، خصوصاً أن الغالبية منهم يأتون للمدارس مشياً على الأقدام، ما يعرضهم إلى أشعة الشمس وقتاً طويلاً». وتابع: «لابد من الأخذ في الاعتبار مواعيد دخول فصل الصيف عند تحديد مواعيد الاختبارات بحيث لا تتزامن مواعيدها مع ارتفاع درجات الحرارة صيفاً»، مشيراً إلى أن المسؤولين في القطاعات التعليمية يشعرون بمسؤوليتهم تجاه الطلاب بخاصة في هذه الفترة، ويدعمون جميع المدارس في مختلف مراحلها بكل ما يهيئ للطلاب الراحة.