سيطر الاكراد العراقيون على مدينة كركوك في شمال البلاد اليوم الخميس، بينما يتقدم المتشددون السنّة صوب بغداد في الوقت الذي تخلى فيه جيش الحكومة المركزية عن مواقعه في انهيار سريع أفقده السيطرة على الشمال. وقال ناطق باسم البشمركة وهم قوات الامن الخاصة في الشمال الكردي شبه المستقل إن "البشمركة اجتاحوا كركوك بعدما تخلى الجيش عن مواقعه هناك". وقال الناطق جبار ياور: "سقطت كركوك بأكملها في أيدي البشمركة ولم يعد هناك وجود للجيش العراقي في كركوك الآن". ويطمح الأكراد منذ فترة طويلة الى السيطرة على كركوك وهي مدينة فيها احتياطيات نفطية ضخمة تقع مباشرة خارج منطقتهم شبه المستقلة ويعتبرونها عاصمتهم التاريخية. ويظهر التحرك السريع من جانب قوات البشمركة التي تتمتع بدرجة عالية من التنظيم كيف أن تقدم مقاتلي جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام المفاجىء هذا الأسبوع أعاد رسم خريطة العراق. ومنذ يوم الثلثاء سيطر مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام على الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق وعلى تكريت مسقط رأس صدام حسين وعلى بلدات ومدن أخرى إلى الشمال من بغداد. وقالت مصادر أمنية إن "متشددين يسيطرون الآن على بلدة العظيم الصغيرة التي تقع الى الشمال من بغداد بعدما رحل معظم جنود الجيش الى بلدة الخالص القريبة". وقال ضابط شرطة في العظيم "ننتظر قوات دعم ونحن عازمون على عدم السماح لهم بالسيطرة. نحشى أن يحاول الارهابيون قطع الطريق الرئيسي الذي يربط بغداد في الشمال". وقال سكان ان "المتشددين شكلوا في تكريت مجالس عسكرية لادارة البلدات التي سيطروا عليها". وقالت شخصية قبلية من بلدة العلم شمالي تكريت: "جاءوا بالمئات الى بلدتي، وقالوا انهم ليسوا هنا لإراقة دم أو الانتقام وإنما سعيا لإجراء اصلاحات ونشر العدالة. واختاروا لواء متقاعدا ليدير البلدة". وأضاف: "وجهتنا النهائية ستكون بغداد والمعركة الحاسمة ستكون هناك. هذا ما ظل يردده زعيم مجموعة المتشددين". وتم تعزيز الامن في بغداد لمنع المتشدين السنة من الوصول الى العاصمة المقسمة الى أحياء سنية واخرى شيعية والتي شهدت قتالا طائفيا ضاريا في عامي 2006 و2007 في ظل الاحتلال الاميركي. ويعاني الجيش العراقي الذي يبلغ قوامه مليون فرد ودربته الولاياتالمتحدة بتكلفة تبلغ نحو 25 بليون دولار من انخفاض الروح المعنوية. وتأثرت فاعليته بسبب رؤية المناطق السنية له على أنه يمثل مصالح الحكومة التي يقودها الشيعة.