واصل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» اجتياحه مناطق في وسط وغرب وشمال غرب العراق، وسقطت مدينة تكريت العراقية التي تبعد 160 كلم فقط عن بغداد في أيدي مسلحي «داعش» بعد اشتباكات عنيفة دامت بضع ساعات، بحسب ما أفادت مصادر أمنية. وأضاف المصدر أن مسلحي «داعش» سيطروا كذلك على معسكر الضلوعية جنوب تكريت. وأضاف المصدر «مصفاة التكرير في بيجي بمحافظة صلاح الدين تحت سيطرة السلطات العراقية، ولا صحة للأنباء حول سيطرة داعش عليها».وكان تنظيم «داعش» أكد في بيان أمس سيطرته على محافظة نينوى العراقية الشمالية التي أعلنها ولاية، متعهداً بشن «غزوات» جديدة. أطبق مقاتلو «داعش» على أكبر مصفاة للنفط في العراق أمس، بعد الاستيلاء في اليوم السابق على مدينة الموصل الشمالية. وقالت مصادر أمنية إن المتشددين دخلوا مدينة بيجي مساء الثلاثاء بعربات مسلحة وأشعلوا النار في مبنى المحكمة ومركز للشرطة بعد أن أطلقوا سراح المسجونين. وعرض المقاتلون السماح لحراس المصفاة البالغ عددهم 250 فرداً بالخروج الآمن بشرط مغادرة المصفاة التي تقع على مشارف المدينة. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، خلال زيارة لليونان، إن بغداد ستتعاون مع القوات الكردية لمحاولة طرد المقاتلين، ودعا كل القادة العراقيين إلى توحيد صفوفهم لمواجهة ما وصفه بخطر جسيم يهدد البلاد. وتبلغ الطاقة التكريرية للمصفاة 300 ألف برميل يومياً، وهي تزود معظم محافظاتالعراق بالمنتجات النفطية وتعد مصدراً رئيساً للكهرباء في بغداد. وبدأ الزحف على بيجي بعد ساعات من اجتياح المقاتلين مدينة الموصل دعماً لحملتهم لإقامة دولة خلافة إسلامية على جانبي الحدود العراقية السورية. وقالت المنظمة الدولية للهجرة أمس، إن عدد العراقيين الذين فروا من الموصل وما حولها بلغ 500 ألف. ويبلغ عدد سكان المدينة نحو مليوني نسمة. وأقدم مقاتلون ينتمون إلى تنظيم «داعش» أمس، على إعدام 15 عنصراً من القوات العراقية في مناطق يسيطرون عليها بمحافظة كركوك، وفقاً لمسؤولين محليين. وأوضحت المصادر أن هؤلاء المقاتلين أعدموا بالرصاص 10 أفراد من الشرطة والجيش في ناحيتي الرياض والرشاد غرب وجنوب مدينة كركوك، و3 جنود وعنصرين من قوات الصحوة في منطقة الطالقية غرب كركوك أيضاً. وصرَّح ضابط كبير في قوات البيشمركة الكردية أمس، بأن قيادة قوات البيشمركة وضعت خطة تتضمن نشر قوات في المناطق التي انسحبت منها القوات العراقية، وذلك لمواجهة عناصر «داعش» في مدينة كركوك. وقال العميد شيركو رؤوف آمر لواء قوات البيشمركة في محافظة كركوك، في تصريح صحفي: «لقد تحركنا اليوم باتجاه منطقة تل الورد الواقعة غربي كركوك، وسنعمل على ملء الفراغ الحقيقي بعد انسحاب قوات الجيش العراقي التابع للفرقة ال12 من مقارهم، وذلك بهدف السيطرة على المنطقة وسد الثغرات وحماية أهالي محافظة كركوك بجميع مكوناتهم»، ولكنه كشف أنه «ليست لدينا حتى الآن خطط لتطهير قضاء الحويجة من (داعش)، لكننا قريبون منهم». وفي أنقرة أعلن مسؤول في الحكومة التركية أن جهاديين اقتحموا القنصلية التركية في مدينة الموصل شمال العراق الأربعاء، واختطفوا 48 شخصاً بينهم القنصل. وقال المسؤول رافضاً الكشف عن اسمه «إن 48 تركياً بينهم القنصل وموظفون في القنصلية وعناصر من فريق عمليات خاصة و3 أطفال قد اختُطفوا».