لا نعرف إلى أي مدى كان مشاهدو برنامج «غنّي مع غسان» على تلفزيون «الجديد» يتوقعون حصول الإشكال في الحلقة الأخيرة بسبب النتيجة التي لا شك أنّها لن ترضي الخاسر، أو يتوقعون غياب الروح الرياضية التي تحول عادة دون وقوع مشاكل مماثلة، فيتحوّل البرنامج من «غنّي مع غسان» إلى «تشاجر مع غسّان»! ربما لم يتوقّع المشاهدون ما حصل، لكن غسّان الرحباني فعل، «بعد كل حلقة كان بعض المشتركين مع أهاليهم ينتظروننا عند الباب ليعاتبونا أو ليعترضوا على النتيجة، لذلك انتظرت أن تكون الحماسة في الحلقة الأخيرة أكبر، بالتالي نسبة الاعتراض على النتيجة أكبر، وتوقّعت بنسبة 90 في المئة أن يقع إشكال ما، فأخذت الاحتياطات اللازمة»، كما يقول ل «الحياة». لكن الرحباني لم يفكّر في أنّ الأمور ستصل إلى حدّ التشابك بالأيدي، بل إلى حدّ تهديده ووالده، فأعلن في الليلة ذاتها عبر اتصال مع قناة «الجديد» ما وصل إليه من تهديد، فهل كان خائفاً حقاً أم كانت وسيلة ليوقف المعترضين عند حدّهم؟ يجيب غسان بسؤال: «ألا تخاف إذا هدّدك أحدٌ؟»، ثم يوضح: «لم أخف على نفسي بمقدار ما خفت على عائلتي وأولادي، لكن الآن أعتبر أنّ هذه القصة صارت خلفي بخاصّة أنّني تحدّثت إلى آل جعفر (العائلة التي اعترضت على النتيجة) ووضحت الأمور». برنامج «غنّي مع غسان» الذي استطاع أن يستميل جمهوره الخاص ازدادت نسبة الحديث عنه في شكلٍ لافت بعد «الخضّة» التي حصلت، فإلى أي درجة يعتبر غسّان أنّ المحصلة النهائية لما حدث انعكست في شكلٍ إيجابي على البرنامج؟ يؤكّد بأنّه لا يتّكل على المشاكل والخبطات الإعلامية التي تنشأ جرّاء شجار ليلفت النظر إلى برنامجه، «أساساً أنا لا أتمنّى لأي سبب أن يقع إشكال ما، مهما انعكست نتيجته إيجاباً، لأنّ البرامج الفنية يجب أن تكون الأبعد عن هذا النوع من التعبير». بعيداً من أجواء المشاكل، يرى بعضهم أنّ برنامج «غنّي مع غسّان» الذي يخرّج مغنين يمكن أن تصيبه شظايا النقد القائل إنّنا وصلنا إلى زمن باتت الساحة الغنائية مكتظّة بأشخاص يريدون الغناء، ولم نعد بحاجة إلى برامج تزيد من أعدادهم، فالبرامج صارت كثيرة والمغنّون والمغنيات ازدادوا في شكلٍ لافت، فماذا يقول هو عن هذا الموضوع؟ يعلّق بهدوء: «حين بدأ البرنامج عام 2008 لم يكن هناك برامج تخرّج مغنين سوى «ستار أكاديمي» و «سوبر ستار»، وبعد برنامجنا كرّت سبحة البرامج المماثلة»، ثمّ يضيف: «نحن أكثر مَن يحق له تخريج الفنانين، فعلى الأقل نعمل في مجال الفن، ومَن يتخرّج من عندنا يكون صوته جميلاً وقادراً على الغناء في شكلٍ صحيح ومن دون نشاز لأننا نركّز على الصوت لا على الشكل. وإذا انضم المشترك إلى الساحة الغنائية سيكون أداؤه أفضل من 90 في المئة ممّن يدّعون أنّهم فنانون». ويشدد الرحباني على فكرة يرددها في بداية كل موسم هي أنّ البرنامج يساعد الرابح على أن يثبت نفسه وموهبته وأن يحظى بفرصة أن يصبح مشهوراً، وكلّ ما يُقدَّم له في نهاية البرنامج هو أغنية يؤلّفها ويلحنها له بنفسه بالإضافة إلى مبلغ عشرة آلاف دولار، وبعد ذلك عليه أن يتدبّر أمره بنفسه. ويختم: «لا أعتبر أنني أزيد زحمة الفنانين، فأنا لا أوقّع مع الرابحين عقد احتكار ولا أُجبِر السوق بهم، لأنّ هدف البرنامج هو تحسين الذوق العام، أمّا إذا استطاعوا أن يخترقوا الساحة الغنائية بقوّتهم وأن يحافظوا على موقعهم فإن ذلك سيكون بمجهودهم الخاص وليس بدعمٍ منّي، بالتالي لا يمكن اعتبار أنني أؤثّر في شكلٍ مباشر على ازدياد عدد المغنين». حين نختلف بالرأي مع غسان الرحباني ونستنتج أنّ الخطة التي يتّبعها في تعامله مع الرابحين في برنامجه توصل الى النتيجة ذاتها وهي ظهور أشخاص جدد يريدون الغناء، يقول بانفعال ظاهر: «هل تريد أن أصرّح بأنني أرتكب جريمة؟» ويتابع: «من الأجدر أن يتم شُكري لأنني أساهم في تحسين الذوق العام ومستوى الموسيقى العربية ولأنّني مترفّع عن الأمور المادية ولا أهتمّ لتوقيع عقود احتكار مع فنانين أتحكّم بمصيرهم طيلة أعوامٍ كثيرة». على المدى الطويل هل يفكّر غسان الرحباني بتقديم برامج تضيء على جوانب أخرى غير الغناء، أم يرى نفسه في برنامج «غنّي مع غسّان»؟ يجيب أنّه يحضّر لموسم جديد من برنامجه بناء على عقد موقّع مع قناة «الجديد»، لكن ذلك لا يعني أنّه لا يفكّر بنوع آخر من البرامج سيظهر حين يحين الوقت المناسب.