«جبران والنّبي» عنوان المسرحيّة الرّحبانيّة الجديدة المستوحاة من كتاب «النّبي» للأديب اللبناني الرّاحل جبران خليل جبران، وهي ليست المرّة الأولى التي يشكّل فيها هذا الكتاب بما يتضمّنه من منحى فلسفي وأدبي، مصدر إلهام للرحباني، ففي أوائل الثّمانينات، لحّن الأخوان الرّحباني أغنية «المحبّة»، من نصوص الكتاب، وغنّتها الفنّانة الكبيرة فيروز مع مجموعة من الكورال، وبعد مرور أكثر من عقد، وتحديداً في العام 1993، خطر على بال أسامة الرّحباني أن يؤلّف مسرحيّة مستوحاة من حياة الأديب الرّاحل الذي يشكّل أحد أعمدة الأدب في لبنان، غير أنّ الفكرة ظلّت تتّخذ مناحي عدّة إلى العام 2005، حيث استقرّ الرّأي على فكرة جبران الإنسان، الذي يسقط في التّجربة مثل البشر العاديين، جبران الذي ترهقه احتياجات بسيطة يوميّة لكنّها ضروريّة لاستمرار الحياة، الذي يفرح ويعمل، يكافح ويمرض، يهتم بالمال ويتكاذب مع المجتمع، ويخترع لعشيقته ماري هاسكل قصصاً عن أمجاد عائلته وأجداده، إنّها حكاية كتابة جبران لكتابه «النّبي»، وتوقّفه عن الكتابة وعودته إليها. في مؤتمر صحفي عقد في نقابة الصّحافة اللبنانيّة بحضور نقيب الصّحافة اللبنانيّة محمد البعلبكي، ورئيسة لجنة مهرجانات جبيل السيّدة لطيفة اللقيس، والفنّان منصور الرّحباني وابنه اسامة، والفنانون رفيق علي أحمد، غسان صليبا، زياد سعيد، جوليا قصّار، ونجمة «ستار أكاديمي2» أماني السّويسي، تمّ الإعلان عن المسرحيّة الجديدة التي ستقدّم ضمن فعاليّات مهرجانات جبيل، على مدى أربع ليال ابتداءً من السّابع عشر من أغسطس وحتّى العشرين منه. الفنّان منصور الرّحباني تحدّث عن المسرحيّة بإسهاب وعن جبران بالذّات قائلاً « إنّه شاعر، الفيلسوف يأخذ القلب إلى العقل، الشّاعر يأخذ العقل إلى القلب، هذا الرّجل اخترع لأيّامنا أحلاماً، أطلقنا من معتقلاتنا المترفة، أخذنا إلى أورفليس والمدن الضّبابيّة، فكلما قرأناه قرأنا وجهاً جديداً من وجوهه، ولأجل أن نحبّه أكثر، أضأنا على النّاحية الحياتيّة فيه بمعنى أنّه إنسان مثلنا». فالنّبي في المسرحيّة هو جبران، وألميترا هي ماري هاسكيل، وأورفليس الملتمعة في الحلم الأبيض، ليست سوى نيويورك جسّدها توق جبران إلى مشرقيّة صوفيّة تهدر في ينابيعه، واحتجاج على مدن الحديد التي تسحق فرادة الإنسان. الرّحباني أشار إلى أنّه كان واضحاً من المشهد الأوّل أنّ صراعاً سينشأ بين جبران والنّبي حول الحريّة والإرادة. مسرحيّة «جبران والنّبي» كتابة جديدة عن جبران لا يعرفه الآخرون، عن رجل بسيط يحب الحياة ويشاطرنا الخبز والعمل، وسط حشد فنّي كبير وموسيقى وسينوغرافيا ومشاهد أوبراليّة، وديكور يصل إلى أرض مدينة جبيل ببحرها وأزياء تحاكي اللوحات الجبرانيّة وإخراج متّقن. أسامة بدوره تحدّث عن المسرحيّة التي أكّد أنّ إمكانيّة عرضها خارج إطار مهرجانات جبيل تبدو صعبة، بسبب الدّيكور الطّبيعي لميناء جبيل حيث ستعرض المسرحيّة، والذي يعطي المسرحيّة طابعاً مميّزاً ويخدم الفكرة إلى حد كبير، فخلفيّة المسرح هي القلعة الأثريّة والبحر الممتد على جوانب المسرح حيث ستقام المدرّجات فوق الماء. يشارك في المسرحيّة الفنّان رفيق علي أحمد في دور جبران وهي المرّة الثالثة التي يتعاون فيها أحمد مع الرّحباني بعد مسرحيّتي «حكم الرّعيان» و«آخر أيّام سقراط»، غسّان صليبا في دور النّبي، وهو يتعاون للمرّة الثّالثة أيضاً مع الرّحباني بعد مسرحيّتي «المتنبّي» و«ملوك الطّوائف»، جوليا قصّار في دور ماري هاسكل، أماني السّويسي في دور ألميترا، وقد اختارها أسامة الرّحباني لتشارك في العمل، بعد أن أشرف على تدريبها في برنامج «ستار أكاديمي»، وزياد سعيد في دور ميخائيل نعيمة الأديب الذي ارتبط مع جبران بعلاقة صداقة وثيقة، فضلاً عن عدد كبير من الممثّلين الثانويّين والرّاقصين والكورال. المسرحيّة تأتي من جهد رحباني جماعي، حيث وضع فكرتها ولحّنها أسامة الرّحباني ونقلها إلى المسرح منصور الرّحباني وتولّى إخراجها مروان الرّحباني الذي غاب عن المؤتمر بدواعي السّفر. «جبران والنّبي» مسرحيّة غنائيّة مستوحاة من الكتاب الذي ترجم إلى أكثر لغات العالم، وهي عبارة عن ثنائيّة دراميّة ما بين جبران الشّاعر والكاتب والأديب، وبطل قصّته النّبي، بالإضافة إلى ماري هاسكل ملهمة جبران وصديقته المؤتمنة على أسراره، وألمترا كاهنة الهيكل.