تسبب مقاول في قطع المياه عن نحو مليون شخص في منطقة عسير، بعدما أتلف أحد أنابيب المياه الرئيسية التي تغذي خزانات بعض المحافظات أول من أمس. واضطرت الجهات المعنية في المنطقة إلى طلب مساعدة خبراء من المنطقة الشرقية وصلوا على وجه السرعة وبدأوا العمل لوضع أنبوب بديل. ونظراً لحجم المشكلة، وجه أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمس، بإحالة المقاول الذي تسبب في تعطل تدفق المياه إلى محافظتي خميس مشيط وأحد رفيدة وأجزاء من مدينة أبها، إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لمعاقبته، بسبب مخالفته أنظمة الحفر، وعدم اكتراثه بتحذيرات مسؤولي المياه وإدخاله المنطقة في أزمة جديدة مع المياه. كما وجه بتسهيل وصول خبراء من المنطقة الشرقية تم استدعاؤهم للإسهام في حل المشكلة وإعادة ضخ المياه إلى أكثر من مليون مواطن ومقيم، إضافة إلى تشكيل فريق عمل من الجهات ذات العلاقة للإسهام في حل المشكلة بشكل سريع. وتواجدت فرق ميدانية من المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وإدارة المياه في منطقة عسير والمرور والشرطة، وشرعت الجهات المعنية في أعمال الحفر بهدف الوصول إلى موقع الأنبوب، وتحديداً بجانب صمام التفريغ رقم 12 لتحديد موقع الضرر وإصلاحه. وانتقد مدير محطة التحلية في الشقيق المهندس موسى معبر خلال تواجده في موقع الأنبوب التالف، المقاول المنفذ لأعمال الحفر وحمله المسؤولية كاملة حيال ما حدث، مؤكداً أن التصريح المعطى للمقاول يثبت أن هناك أنبوباً للمؤسسة، ويتداخل مع أعمال الحفريات، وجرى أخذ التعهد عليه بأن يكون العمل بحسب التصريح، وعدم كشف الأنابيب وتنفيذ أعمال التقاطعات إلا بحضور مندوب التحلية وإعادة الوضع إلى ما كان عليه. وأضاف ل«الحياة» أن إدارته نفذت بعض الإجراءات الاحترازية قبل وقوع الانقطاع، شملت إخطار مراقب حماية المرافق في «التحلية» هاشم الشريف المقاول خطياً بضرورة إيقاف العمل نظراً لعدم التزامه باشتراطات التصريح الممنوح له أول من أمس، تلاه خطاب آخر من مساعد مشرف أمن الخط التابع للمؤسسة علي عسيري بضرورة إيقاف العمل، للسبب ذاته، وأعقبه تواجد ميداني وخطاب آخر من مشرف الأمن تركي المالكي، يؤكد عدم التزام المقاول، لكن المقاول أوهم رجال الأمن والمراقبين بالتوقف وسحب معداته من الموقع، ثم عاود الحفر مرة أخرى عند مغادرتهم حتى أتلف الأنبوب. وتطرق إلى أن خطة أعدت للتعامل مع الكارثة، شملت مواصلة العمل على مدار الساعة من خلال فرق عمل ميدانية، والعمل على إصلاح العطل في أقرب وقت. وأشار مندوب إمارة منطقة عسير محمد القيسي إلى أنه سيتم تحويل الصهاريج من محافظة خميس مشيط إلى محطات المياه في أبها، وسيكون عبورها من طريق الملك عبدالله تخفيفاً للازدحام. من جهته، أوضح مدير إدارة محطات التحلية في منطقة عسير عبدالله مسعود أن العمل جرى وفق خطة الطوارئ أمس، إذ جرى تشغيل محطة أبها على مدار الساعة، وتشغيل محطة السد، فضلاً عن الاستفادة من وجود 11 ألف متر مكعب في خزانات أبها، مؤكداً أنه سيتم الانتهاء من حل هذه المشكلة بعد مغرب اليوم (الخميس) والعمل جار على قدم وساق. وذكر المدير العام للمياه في منطقة عسير المهندس يزيد آل عايض أن خبراء الصيانة الذين تم استدعاؤهم بتوجيه من أمير منطقة عسير لمعالجة المشكلة بدأوا بمساعدة فرق الصيانة التابعة للمديرية العامة للمياه في منطقة عسير والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الكشف عن الخط المكسور على عمق 8 أمتار وتمت إزالة الأنبوب التالف ووضع البديل الجديد مكانه بعد وصول قطع الغيار بشكل عاجل. وأضاف أن العمل يجري حالياً في توزيع المياه وفق خطة العمل المتضمنة مواصلة العمل على مدار الساعة وتشغيل محطة أبها على مدار الساعة، وتشغيل محطة سد أبها وتخصيصها للمتعهدين والإدارات الحكومية لتغذية قطاعات الإيواء فضلاً عن تخصيص محطة لعصان لتغذية القطاعات الحيوية والمستشفيات ومواقع الإيواء في خميس مشيط وأحد رفيدة وسراة عبيدة وغيرها من المحافظات التي تعتمد على تلك المحطات. وتوقع الانتهاء من إصلاح الأنبوب مغرب أمس، ليجري بعدها فوراً تغذية خزانات خميس مشيط والرونة وأحد رفيدة، على أن تعود الأمور إلى طبيعتها اليوم (الجمعة).