طالب رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو «بحل توافقي يسمح باستئناف الحوار» بين الإسرائيليين والفلسطينيين والعودة الى طاولة المفاوضات، فيما اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو استعداده للتفاوض «فوراً» من اجل السلام مع الفلسطينيين، في القدسالمحتلة او في رام الله. وجاء تصريح ثاباتيرو أثناء لقائه في مدريد أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يقوم بجولة اوروبية من اجل الحصول على دعم المجتمع الدولي لتصويت مرتقب في الاممالمتحدة في ايلول (سبتمبر) من اجل الاعتراف بدولة فلسطينية. وذكر بيان للحكومة الإسبانية، أن ثاباتيرو أكد «التزام مدريد ببذل الجهود في اطار الاتحاد الاوروبي لتحقيق هدف» استئناف الحوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وكانت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث، اكدت أول من امس لعباس «الالتزام الحازم» لبلادها بجهود السلطة الفلسطينية «من اجل بناء الدولة الفلسطينية العتيدة». وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي قال في مقابلة مع قناة «العربية» أمس: «انا مستعد للتفاوض فوراً حول السلام بين شعبينا مباشرة مع الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس، ويمكننا القيام بذلك في منزلي في القدس (المحتلة) أو في رام الله او في أي مكان آخر». وأضاف: «كل شيء مطروح على الطاولة، ولكن يجب الجلوس الى الطاولة». وحمّل نتانياهو القيادة الفلسطينية مسؤولية تعطيل مفاوضات السلام. واعتبر ان هذه القيادة رفضت في الماضي إنهاء المفاوضات بالتوصل الى تسوية ولا تريد اليوم استئناف الحوار من اجل السلام. وتابع: «عندما يؤكد الناس انه يجب محو دولة اسرائيل من الخارطة، كما تقول ايران او حزب الله او حماس، فهذا لا يترك مجالاً كبيراً للمناقشة». واعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن «تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن استعداده للقاء الرئيس محمود عباس غير كافية». وأضاف ان «الجانب الفلسطيني مستعد للشروع في محادثات سلام جادة وهادفة مع الحكومة الإسرائيلية للتوصل لاتفاق ثنائي، شرط أن يعلن نتانياهو أولاً قبوله بمرجعية عملية السلام وفق حل الدولتين على الحدود التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 ووقف الاستيطان». وشدد على ان «المشكلة ليست في مكان عقد المفاوضات، حيث إن المفاوض الفلسطيني جاهز لإجرائها في أي مكان، على أن تكون مفاوضات جادة ومتواصلة»، مجدداً التأكيد «على التزام الجانب الفلسطيني بعملية السلام وخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن حل الدولتين وفق حدود عام 1967». وحمّل ابو ردينة «اسرائيل مسؤولية تعثّر عملية السلام بسبب رفضها خطاب اوباما وتعطيلها جهود الرباعية الدولية». وكان الاتحاد الاوروبي ناشد الإثنين اللجنة الرباعية الدولية (الاممالمتحدة، الولاياتالمتحدة، روسيا، الاتحاد الاوروبي) توفير الظروف المناسبة لاستئناف مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية. ومفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ عامين بعد استئنافها في بداية ايلول (سبتمبر) 2010 بضغط من الولاياتالمتحدة. لكنها تعطلت بعد اسابيع من هذا التاريخ بسبب رفض اسرائيل تمديد قرار وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. ويطالب الفلسطينيون بتجميد كامل للاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، كما يطالبون بتحديد مرجعية للمفاوضات الأمر الذي ترفضه اسرائيل. الى ذلك، أفادت مصادر ديبلوماسية تركية أن ممثلي السلطة الفلسطينية في الخارج سيجتمعون السبت والاحد في اسطنبول برئاسة الرئيس عباس ليبحثوا خصوصاً في مشروع انضمام دولة فلسطين الى الاممالمتحدة. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان، إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سيخاطب «السفراء» الفلسطينيين. وأضاف البيان ان عباس سيجري محادثات تتركز على العلاقات الثنائية وتطور الوضع في فلسطين وعملية السلام في الشرق الاوسط مع اردوغان ووزير الخارجية التركي على هامش الاجتماع. وسيطغى موضوع طلب انضمام دولة فلسطين الى الاممالمتحدة على هذا الاجتماع. الى ذلك، أعلنت الكويت دعمها الموقف العربي لعرض القضية الفلسطينية في الأممالمتحدة. جاء ذلك في رسالة من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح سلمها مندوب الكويت الدائم لدى الجامعة العربية السفير جمال محمد الغنيم الى الأمين العام للجامعة نبيل العربي. في غضون ذلك، وجّه 32 سفيراً وقنصلاً عاماً ألمانياً سابقاً رسالة مفتوحة إلى المستشارة مركل ووزير الخارجية فيسترفيلله، حضّوا فيها الحكومة الألمانية على التصويت ب «نعم» في الأممالمتحدة للاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب إسرائيل. وقال الديبلوماسيون في بيان قبل يومين، إنه «أمام لاءات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الأربع في واشنطن، فإن الموقف الإنساني والحقوقي يفرض إنهاء سياسة الاحتلال المقيتة والاعتراف بدولة خاصة بالفلسطينيين».