دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لقائه بهدف احياء مفاوضات السلام. وقال نتانياهو في مستهل الجلسة الاسبوعية للحكومة التي التأمت استثنائيا في بئر السبع بجنوب اسرائيل "اقول لرئيس السلطة الفلسطينية، فلنلتق للتوصل الى سلام سياسي واقتصادي". واضاف نتانياهو الذي نقلت الاذاعة العسكرية تصريحاته "لا سبب يدعونا الى عدم لقاء رئيس السلطة (الفلسطينية)، واقترح ان يتم هذا الامر في بئر السبع لدفع عملية السلام لما فيه مصلحة الشعبين". ولاحقا، رد عباس على نتانياهو بدعوة الجانب الاسرائيلي الى التزام خارطة الطريق، خطة السلام الدولية للشرق الاوسط. وقال عباس "كما قلنا، المطلوب وليس المشترط، ان على كل طرف من الاطراف ان يقوم بواجباته المنصوص عليها في خارطة الطريق". وتلحظ خارطة الطريق التي اطلقتها اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) قيام دولة فلسطينية ووضع حد للعنف وتجميد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة. ومساء الاحد دعا نتانياهو الفلسطينيين الى الاعتراف بالطابع اليهودي لدولة اسرائيل. وقال في حفل اقيم في القدس لمناسبة الذكرى الخامسة بعد المئة لوفاة تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية السياسية "ان اساس النزاع مع الفلسطينيين هو رفضهم الاعتراف بحق اليهود في ان تكون لهم دولة، واني ادعو القيادة والشعب الفلسطيني الى الاعتراف بهذا الحق لفتح الطريق الى السلام". ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي حتى الان تجميد الاستيطان الذي تطالب به الولاياتالمتحدة، لكنه تحدث في منتصف حزيران/يونيو للمرة الاولى عن قيام دولة فلسطينية رابطا هذا الامر بسلسلة شروط رفضها عباس. ومنذ تسلمه منصبه في اول نيسان/ابريل، لم يلتق نتانياهو محمود عباس، في حين كان سلفه ايهود اولمرت يعقد اجتماعات منتظمة مع الرئيس الفلسطيني. واجرى عباس ونتانياهو مع ذلك اتصالا هاتفيا واحدا على الاقل. وافادت رئاسة مجلس الوزراء الاسرائيلي ان قرار عقد اجتماع الحكومة في بئر السبع غير البعيدة من قطاع غزة، اتخذ للتعبير عن نية الحكومة تطوير منطقة صحراء النقب. وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يريد إنهاء المفاوضات قبل انطلاقها. واضاف ابو ردينة في تصريح صحافي، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يريد انهاء المفاوضات من خلال "وضع شروط مسبقة غير مقبولة وتخالف خارطة الطريق، وكذلك مطالبته بالتخلي عن حق العودة والتمسك بيهودية الدولة والاستمرار في الاستيطان". واعتبر ابو ردينة أن تصريحات نتانياهو تشكل رسالة للادارة الأميركية والمجتمع الدولي والعالم العربي مفادها أن إسرائيل غير معنية بالسلام، وهي كذلك رسالة تحد واستفزاز للشعب الفلسطيني. وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بتطبيق خارطة الطريق وعدم خلق مناخ لا يؤدي لاستئناف عملية السلام.